mardi 15 juillet 2025

بقلم جــــــــبران العشملي

عطش لا يُروى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عرفتُها كما يُعرف الغيم:
صامتة، ثقيلة، وداخِلها طوفان.

كانت تمشي وكأنها تُوازن على حافة نفسها،
رأسها عاصفة لا تهدأ،
تتكاثر فيه الأسئلة مثل برقٍ لا يجد أرضًا ليضربها،
وذكرياتها تمطر فوقها بلا توقّف.
لكن جسدها...
كان أشبه بصحراء نَسيت شكل الماء.

رأيتُ في عينيها خريفًا ثابتًا،
لا يزهر، ولا يموت.
كانت تمضي وكأنها تعبر فوق شظاياها،
خطواتها تحفظ توازنها لا بالحياة… بل بالتجاهل.

قالت مرة – دون أن تنطق:
"أنا لا أبكي… ليس لأنني قوية،
بل لأنني بكيتُ ذات يوم،
تحت المطر، أمام بابٍ مغلق…
وانتهى بي الأمر وحدي."

طفلة كانت،
تمد يدها الصغيرة نحو العالم،
لكن العالم لم يُمدّ يده بالمثل.

منذها، فهمت أنّ الدمع لا يفتح الأبواب،
وأنّ الانهيارات الصامتة
أكثر شراسة من كل الصراخ.

هي امرأة تسكنها النار،
تحمل وجعها في صدرها كما يُحمل السرّ في الظلام:
بلا ضوء، بلا صوت، بلا شفقة.
تعيش، نعم، لكنها لا تُشفى.
تتكلّم، لكنها لا تُخبر.

تُشبه الغيم حين يُجبر على ألا يُمطر،
تُشبه البحر حين يُمنع من المَدّ.
كل مساء، أسأل نفسي:
كم من امرأة تمشي بيننا،
مليئةٌ بالماء… وتعطش؟

وكل مرة،
يأتيني الجواب من صمتها:
أنّ هناك عطشًا
لا يُروى أبدًا.

بقلم جــــــــبران العشملي

العين هي الوسيلة الوحيدة الأكثر رقياً للتواصل البشري الصحة والسلامة الجسدية والنفسية   د.سعاد الفضلي   خلق الله تعالى الإنسان بأ...