نصٌ بقلم: د. عبد الرحيم جاموس
من رحم النار والجوع والخذلان،
خرجت كلمات امرأة من غزة تُدوّي في ضمير العالم... صرخة واحدة تكفي لتفضح صمت قرون ...!
النص :
من تحتِ نارٍ..
من ظلامِ قذائفٍ
من جوعِ أفواهِ الصغارِ الخائفينْ
من فوقِ رُكامِ البيتِ،
من دمي،
ومن حليبِ الأمهاتِ الناشفينْ..
أكتبُ لكم،
بل أصرخُ الآنَ في وجوهِكم جميعًا..
أيا خصومَ اللهِ والإنسانِ،
أيا جوقةَ العارِ المبينْ ....!
***
دعوا العالمَ يحترقْ،
فقد احترقَ اللحمُ فينا،
واحترقتْ قلوبُنا على قُبلاتٍ
ما عادت تُولدُ من أفواهِنا،
ولا من شفاهِ الأطفالِ..
المنسيينْ....!
****
يا أنتمُ...
يا من سكتمْ،
وابتلعتمْ نارَنا في نشراتِ المساءِ
كأننا حكايةٌ أخرى،
لا قِبلةَ لها،
ولا وطنَ،
ولا حقَّ على الشاشاتِ في أنينْ ....!
***
أنتم خصومُنا أمامَ اللهِ،...
أمامَ تاريخٍ لن يرحمْ،
أمامَ الملائكةِ والرمادِ،
والضحكاتِ المخنوقةِ
بين الأسِرّةِ والشظايا والدموعْ.....
***
لن نسامحْ،...
لن ننسى،
ففي كلِّ بيتٍ ثَكْلى،
وفي كلِّ زقاقٍ شاهدُ مذبحةٍ ...
يرتدي غبارَ الموتِ وينتظرُ العدالةَ ...
أن تخرجَ من حجرٍ أو من سطرٍ أو ضميرْ....!
***
لا تكتبوا عنا بمدادٍ باردٍ ...
ولا تقولوا: ما بالُ غزة....؟!
غزة تقولُ لكم:
كفى....!
كفى نفاقًا وصمتًا وقنابلَ من ذهبْ....
كفى مؤتمراتٍ لا تُسكتُ صراخَ طفلٍ....
ولا تُسعفُ قلبَ أمٍّ ...
قد تكسّر من الحُزنِ والتعبْ....
***
إنها ليست حربًا...
إنه الذبحُ على مرأى ومسمعْ،
وأنتم شركاءُ الذبحِ...
إن سكتُّمْ....!
هذه الكلمات، ليست شعرًا..
بل دمٌ يصرخ،
وضميرٌ يُحترق،
ورسالة من قلب الجحيم:
لن نغفر...
لن ننسى...
ولن نصمت بعد اليوم....!
الرياض 19/7/2025