قـلـبـي وأنــتَ... حكايةٌ لا تنتهي
وشـوقُ عُمْري في هواكَ مُرتـهـفُ
مـنــذُ الـلـقــا والـعـيـنُ أولَ بَسـمَـةٍ
أضـحى الـهَـوى في خافقي يَحتَفُ
صُـغْتُ الـحُـروفَ من الحنينِ قُبـلـةً
ومِـنَ الـفُـؤادِ رَسَمتُ فيكَ مَعَطَفُ
كـلُّ الـتـفـاصـيـلِ الـتـي تُـشـبـهُـكَ
تَـسـري كـنـبضِ العشقِ... لا تَـخْـتَفُ
قـلـبـي وأنـتَ إذا التَـقَـينا مرّةً
تَـهْـتَـزُّ من لَـفْـتـاتِـنـا الأُسُـفُ
إنْ غبتَ عنّي... فالليالي أدمُعي
وإنْ أتيتَ... تفتّحتْ ألفُ صَفْـصَفُ
أنا ما عشقتُ سواك في لغتي، ولا
نَـبـضـتْ قـوافـيَّ إنْ لـمْ تَـكـتَـنِـفُ
قـلـبـي وأنـتَ... كأنّـنا ذاتُ الرؤى
نَـرْتَـلُ حُـبًّا لا يَـجـورُ ويَـقْـتَـفُ
قـلـبـي وأنتَ... وقافـيتي مُـبـجّـلة
لا تُخطئُ العشقَ في الهوى وتَـحْتَـرِفُ
كـأنـنـي نـجـمٌ إذا ضَـمَّـتـكَ أضلعي
يسطعْ على الآفاقِ لا ينـكَـنِـفُ
كـأنـك الـبَـدرُ الـذي إنْ زُرتَ مَسْـرَتي
رقّتْ جِراحُ القلبِ ثمَّ تَلَـطَّـفُ
إنْ قُلتُ "أحبّك"، ما اكتفيتُ بنُطقها
تَهْـذي الـحـروفُ ولَـسْتُ مِـن يَـتَـألّفُ
قـلـبـي وأنتَ... قصيدتي، نُـبْضي أنا
فـكـلّـما أبْـحَـرْتُ، فيكَ أَتَـعَـرَّفُ
تـأتـي إليَّ كـمـا يُـؤوِّبُ مُـغْـتَـرِبٌ
كـلُّ الـطُّـرقاتِ إليكَ لا تَتَـخَـلَّـفُ
وتـقولُ: "كُـنْ لي"، أقولُ: "أنتَ دمي"
يا مَن لَـهُ الأشواقُ لا تَـتَـنَـصَّفُ
قـلبي وأنتَ... وهل لغيرك منزلي؟
أنا لا أُقاسم عشقَ روحي مُـقـتَـرفُ
فـأنتَ سِـرُّ الوَجدِ في أفكاري،
وحينَ أغفو... وجهُك المُـتَـكَـلّفُ
تسري إليَّ كأنَّ طيفك عاشقٌ
يتلو صلاتي إن شكا أو عرَّفوا
تـهدي الـرُّبـى عطراً وتـسقي نـبضـها
فـيَـفيـضُ شِـعري والـجمالُ يُـؤلّفُ
ما كنتُ إلا عاشقاً في صمتهِ
حتّى أتيتَ... فصار فيَّ تـكلّفُ
كـلّ الـخـلائقِ فـي عُـيونـي غـيمةٌ
إلّا هـواك... فـهو الـسماءُ الـمُنـصَفُ
قـلبي وأنتَ... وألفُ شوقٍ باقِـي
ما غابَ عنّي طيفُ عشقٍ راقـي
كأنّني وردٌ تفتّح باسمكُمْ
وحنا جرحي في هواك الشّاقي
تَسري بمحراب الغرام حكايةٌ
تُتلى كأنك آيةُ العشّاقِ
ما خِلتُ أنّي في الهوى أتبعثرُ
حتّى سَكنتَ دمي... ونبضي الباقي
تُحكى الحروفُ إذا ذكرتك هائمًا
ويضيءُ قلبي منك مثلُ بُراقِ
يا من بنيتَ على المحبةِ منزلي
وبكَ استقرت راحتي وأشواقي
بقلم عبدالرزاق حمود يحي الجعشني