على ناصية الطريق
تكتض المسافات بخطى الساعات
بقوافل الأهات
جنب بقايا وادٍ جافٍ منسيٍ بمتاهات الأذهان
و أثر الزيتونة العالق
بين النظرات و اسرار الأجفان
تداعب الأصوات الأسماء الفارة من عقد الأجساد
تقف الروح بعفوية
تدون بحبر الحنين يومياتها
بمذكرات المكان
توثق الأماني بمفرات الأشواق
و الكلمات ماتبقى من الأنفاس
تكتب الومضات ، الطقس
و تقلب الأحوال
اسراب الطيور المارة بغير قصدٍ
ترسم أشكال الهدوء
لتستوعب إن كان من صفات السلام
ألوان الجدران الرث و الحجر الشاهد
على الإنسان ..
صدى الجرس موعده كالأذآن
يكسر لحنه صمت الزمان
و يعاتب قسوة الأيام
و شعاران متناقضان لشابان
منقوشان على جبين السور بارزان للعيان
واحدٌ ثائرٌ و الآخر عاشقٌ سحره الحمام
الأول أتهم بالخيانة و كان أسيرٌ لأحضان الظلام
و الثاني سئم الحياة و هجر بعد تكرار انهزامه
بمعارك الغرام
كلاهما سلمه الغياب القدر !
بتعجبٍ تصارعها الحسرة يسألان ..
أهذا العبث أم توابع فقدان الأمان !!
سنابل ُ يحرسها شجر البستان
بين لون السماء و الأرض الحمراء
تتسكع ثملةً اللّحظات و الأعوام
عزفتها يوماً براءة الطفولة أنغام
أحلامٌ معلقةٌ على مسلكٍ غير معبدٍ
تدفع الوقت للندم و الأنتقام
و الذكرى على قارعة الحاضر تأبى للأسف الشديد
أن تسكن هاهنا أو تنام ...