samedi 1 janvier 2022

بعنوان: ليلة اول العام

تتوارى الاعوام...
عام وراء عام...
وكل عام تتوارى معه...
الشهور والأيام...
ومن الناس من يحتفل بحلول العام...
وجعل ليلة مولده...
من أجمل الأيام...
تقرع فيها الطبول طول ليل...
والنفوس في نشوة لا تنام...
فتصدح الحناجر بصخب الأنغام...
والعقول تائهة في هيام...

أهكذا يكون الإحتفال... 
بحلول العام...
بزجاجة نبيذ ورقص...
وصخب موسيقى... 
تظطرب لها الأذان...
وتمتيع النفس بحرية ليلة...
تخرج عن صوابها...
وتعانق للسماء العنان...
على مدى ليل يبتعد... 
عنه السكون...
وتعمه الفوضى والجنون...
عربدة ورقص... 
بالعراء مفتون...
وذاك باسم التقدم... 
والتحضر والعمران...
والنشوة والفرحة والسلوان...
هل احتفل به أجدادنا...
وهل أمرنا للإحتفال به... 
خير الأنام...

أما كان جديرا... 
في ليلة بداية العام...
تبيت الناس للصلاة قيام...
تدعو لأمة يعمها... 
الإيخاء والسلام...
وفك القيود... 
والانتصار على العدوان...
وتدعو لفك قيود أسير...
ينتظره في الصباح... 
حبل الإعدام...
ولثكلى تنعي ولدها ركب البحر...
لا تدري ما فعلت به الأيام...
تنتظره ليعود... 
ويسد رمقها... 
ورمق الأيتام...

أما كان ثمن زجاجة نبيذ...
يسد رمق الأيتام...
ولو لبضعة أيام من العام..
أو تشتري لبنات ترمم...
جدران بيوت جرفها الفيضان...
او تستر عورة فتاة... 
تنام في العراء...
تنهش الكلاب لها العظام...

أهكذا يحتفل الناس بحلول العام...
بيدها كؤوسا وافئدتها هواء...
مع شهوب نارية ضائعة في السماء...
تقول ما أجملها من ليلة...
لقد بلغنا قمة البهاء...
وتناسوا أطفال حجارة...
تنام في العراء.
وجعلوا من ليلة العام ليلة عيد...
ولبسوا له أفخر الثياب...
وقدسوه بزجاجة نبيذ...
وأنفقوا أموالا فيها حق...
للسائل والمحروم...
ويتيما وابن شهيد...

فأين هو حق الجياع...
اين لباس أيتام الضياع...
أين نحن من آية الله...
إنما نطعكم لوجه الله...
أين فتواكم أيها الفقهاء والعلماء...
أين قولكم كل بدعة ضلالة...
وكل ضلالة في النار...
هل بقيت حبيسة مسجد...
أم غطاها وراء أسواره الغبار...

لقد خاب ظني في مفتي الديار...
فتواه جعلها على حسب هواه كالمعيار...
مرة خفيفة ومرة ثقيلة بالعار...
حتى يعمه الرضى...
ويكون بين الناس من الأخيار...

أعميت القلوب التي في الصدور...
أم زاغت عن الطريق الأبصار...
فكيف يفتي أحدهم في ليلة...
أضيئت بضياء الشيطان...
واستحيت فيها النجوم والأقمار...

فكفاني وكفاكم قولا... 
رغم ما زال ما يقال...
فخير ما أختم به...
آية من القرآن...
لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى...
حتى تتبع ملتهم...
فلا تتبعوا حزب الشيطان...
فحزبه يدعو الى النار...
ولاتتبعوا لهو الحذيث...
واتبعوا الأوس والخزرج...
الذين سماهم الله بالأنصار...
والذين اووا ونصروا...
اولئك هم المؤمنون حقا...
جعلني الله منهم وإياكم...
ووقانا عذاب النار...
                                                رشيد العلمي