..(عندما ينام الليل)..
كلّ ليلةٍ وبعد أن ينام الليل
تبدأ سهرتي مع أنا
لا حدود للخلاف
لا همّ من حروق الكلامات
نتبادل التّهم والشتائم
يجلدني بسياط الواقع
وأضربه بعصي المنطق
يعرّيني حتى من ورقة التوت
نهدأ قليلا
اقول له:
مذ قدمتُ أخبرتهم
لم يصدّقوني
قلت لهم أنّ الشمس تشرق من العقول.
وأنّ المحبة خير الفصول
قلت لهم
نحن نأكل لنعيش
لا نعيش لنأكل
قلت لهم
لا تصدّقوا حارث الدجاجات طالما أن راتبه من الثعلب
ولا تتبعوا من يبيع الأمنيات
قلت لهم
لا تبهركم أثواب كُتب عليها زورا
صُنع في معامل الله
وقلت .. وقلت..
يقاطني بقسوة ويرميني بحذائي
بصوت يشبه الرّعد يقول
من عيّنك وصياً او واعظاً لهم
حاولت أن أجيب
لكنه لم يسمح
يستيقظ الليل ولا أدري
أأصواتنا أم صوت دبيب جيوش النهار من أيقظه
يلملم الليل أغراضة ويمشي
انام انا وانا
وفي الليلة التالية نعود لنسهر من جديد
زهير علي