بعنوان: نكس في الخلق
لله ما أعطى...
ولله ما أخذ...
فلا يغرك نعيم يومك...
ولا تقل سأكون...
أحسن في الغد...
أما علمت...
ان هناك نكس في الخلق...
هذا تقدير الخالق...
خالق الانسان من علق...
فلا تتباهى بقوتك...
وتحسبن أن ما أنت فيه...
له دوام الخلد...
فلست الأول أو الآخير...
أو كان لك في الدنيا السبق...
فأنت بين مد وجزر...
واعلم إذا أخذ الله منك شيئا...
فقد مد لك يد المد...
غفرانا و رحمة منه...
فليس بينك وبينه...
حاجزا أو سد...
ولا تكثر من كثرة العد...
فكم من عداد عد...
بغثة جاءه الرد...
فلم يعش للغد...
فخانه عداد العد...
فترك ما عد وراءه...
وأصبح لا يملك من عده...
الا شبر أرض...
وقطعة ثوب ولحد...
ولا تكثر من كثرة السؤال...
لانك لا تدري...
غدا كيف يكون بك المآل...
ولا يستهويك من الدنيا جمال...
فكل ما فيها...
لا بد له من زوال...
ولا شيئ يدوم على حال...
ولا تغرك نفسك...
وتصفك بالكمال...
فالكمال لله المتعال...
وارض بما قدره لك القدر...
اذا اصبت بابتلاء...
أو أصابك يوما ضجر...
ولا تيأس...
فكم تكسر...
وبقدرة الخالق انجبر...
وخد من الدنيا الحدر...
مرة تطعمك شهدا...
ومرة تسقيك كؤوسا...
من العلقم الأمر...
ومهما صار معها...
لا تكثرت بجبروتها...
ولا تيأس ولا تضجر....
وارفع أمامها...
سيف الصبر...
إذا أرادت هزيمتك...
بنبال الخبر...
يكون لك عليها النصر...
وإياك ان تسأل الناس...
واسأل الخالق طول النهار...
والناس نيام وقت السحر...
فهو المستجيب...
والقادر بتغيير القدر...
وإزالة عنك الضرر...