بمجرد أن عبر عتبات البيت الأسود حاصر أحلامنا وتنكر لحقوقنا ومعاناتنا بضمير ميت وصخب مفردات غير واضحة لا تعيها الآذان التي تسمعها وتقابلها بالسخرية حينا وبالغضب أحيانا لمشاريعه لغزة التي تتطلع للخلاص من ظلم ظالميها وتنتظر على ناصية الأيام الخلاص من فجيعة نشر الموت والنفي والدمار والسفهاء المتاجرون بالأوطان وأحزان لا عد لها ولا حصر أخرست جميع المفردات واغتالت الأقلام وهي تشاهد حجم التنكر للمشاعر الإنسانية وتعصف بالمنطق والوعي الفكري والذاكرة وتجرف أعمارنا وطموحات شبابنا وتستبد بمنطق استعراضات لا تفرق بين السلوك الصح والسلوك الخطأ وتمتطي عباب قهر الثكالى والمكلومين والعيون الشاخصة والأعصاب المشدوهة وآهات الجرحى والمعتقلين ودقات القلوب التي ارتفع صوتها مع صراخ الناس وهي تحصي عددالصواريخ التي نزلت بها والمنازل التي هدمتها والإصابات التي نقلت للمشافي الخارجة عن الخدمة.وأهوال وخطوب وأوجاع كثيرة ممزوجة بخيبات الأمل وعنت حياة متجبرة ولا أحد يخفف عنها أو يرفع عن كاهلها فحيح رياح السموم الجافة أو يضمد جراحاتها
لتبقى غزة ترنيمة الصبر تبث شكواها لصاحب الهيبة وترجوه نقاء القلوب عند كل متسلط ولئيم وانكفاء المرض عن كل سقيم وأن يرينا مدد السماء لأهل الحق ويصرف مدد الأرض لأهل الباطل وأن يقلب حياة الظالم إلى جحيم وأن تحل على غزة المغفرة من رب العالمين.