غَلَسَ الظَّلَامُ على البرئ كلالا
فأتى الصليلُ ليدحرِ الأنذالا
وَتَغَوَّلَتْ لِتُرَوِّعَنَا أَنْجَاسَهُمْ
خَضَعَتْ لها جَمْعَ الأناة طوالا
مَدَّت بِهَا الأَيَّامُ تَشْرِي غِلَّهَا
يَا شَامُ قُوْمِي واكسري الأَغْلالا
هلَّا رأيت المَكْرَ فِيْما قَدْ جَرَى....
ساقت لِقهرٍ غادةً وَرِجالا
تَرْمِي العِصَاةَ بِحَاصِبٍ مِنْ غِلِّهَا
حَتَّى بنت وعَلَى الأنام تلالَا
كَانَتْ تَعْجِّلُ بِالقَضَاءِ وَتَشْتَرِي
حُبَّ النِّسَاءِ وَتَقْتُلُ الأَطفالا
وَإِذَا سَمَا لِلْمَجْدِ شَخْصٌ وَارِعٌ
نُعَتَتْهُ عاصٍ وارتأتهُ ضَلَالَا
لَكِنْ ظُلْمًا لَنْ يَدُوْمَ لِحَاقِدٍ
سُبْحَانَ رَبِّي حطَّم الأرفالا
آهِ دِمَشْقُ لَكُمْ كستكِ غوائلٌ
تأتي بوصبٍٍ يبتلي الأرتالا
سَتَعُودُ أَرْضُكِ يَا دِمَشْقُ مَنَابِرٌ
بالْحَقِّ ترمي حقبة الأهوالا
تمضي على الأسوار رايةُ عزّها
قومي شَأَمُ لتجمعي الأنفالا
لَا فَرْقَ بَيْنَ كَوَاعِبٍ إِن غلِّفت
كُلُّ اَلْهُمَامِ ترفَّلت إجلالا
هذي بلادي منذ أقدم مولدٍ
كانت وتبقى تصنع الأبطالا
يا أمةٌ نـبَذت مساوئ قهرها
هلَّا نَهَضْتِ لتنقذي الأجيالا
نَعَتُوكِ بالخذلان دون ترفع
ظنُّوا قدومَكِ لن يكونَ وبالا
أتت الرِّجال أيَا حمائم هَلِّلِي
زَمَنَ الحَقُودِ تَبَاعَدَتْ أَمْيَالَا
وَتَحَرَّرَتْ يَا شَامُ أَرْضُكِ بَعْدَمَا
قَطَعَتْ لِدَبْرِ المَارِقِيْنَ وَصَالَا
اليَوْمَ تَشْرَقُ حُرَّةً فِي ثَوْبِهَا
لِتُخِيْطَ مِنْ عَصْبِ الجِبَاهِ نضالا
عَلْمٌ وَرَايَاتُ الكَرَامَةِ رَفْرَفَتْ
وَالقَهْرُ وَلَّى حاملاً أَذْيَالَا
إِنَّا لَعُودٍ وَالجِبَاهُ تَرَفَّعَتْ
جَمَعَتْ بحبٍ مَرْيَمًا وَهِلَالَا
بِقَلَمِ سُورِيَانَا