jeudi 27 février 2025

دموع السماء ومدينة البؤساء / في أقصي طريق الحزن تقع مدينة البؤساء التي أجتمعت بها الأحزان ففيها أشجار المعرفة التي أحاطت بها الأحزان وأشجار الأمانة وأشجار المودة والتي ترتدي ثياب الحزن وحتى القادمون إلى المدينة فهم قادمون إلى المعاناة والحزن ولا تحلق في سماء المدينة إلا الطيور المفعمة
 به فتجد المدينة بمن فيها والطير تغشاهم كأبة ويتملكهم قلق عظيم وتنادوا فيما بينهم نريد السعادة وأفضى بعضهم إلى بعض القول أن أسألوا كبير اشجار المعرفة فعنده من العلم ما تشفى منه النفوس وتقر به العيون فكانت عنده الاجابة فأشار الى السماء ونادى أن البلاء من أفعال هؤلاء وأشار إلى أشجار الغيبة وأشجار النميمة وأشجار الحقد وأشجار الحسد والتي تسكن في منخفض شديد من أرض المدينة وتنشر الكأبة والحزن في أرجاءها ونادهم أن عليكم بالدعاء حتى تغضب السماء وتدارسوا الأمر فيما بينهم وتذكروا طوفان قد حدث فيما خلا من قديم الزمان ولكن بصلاح أعمالهم غمرت قلوبهم السكينة والاطمئنان وقالوا لأنفسهم لا ضير فليكن ما يكون من الأقدار والطير تغرد بالدعاء والأشجار وإذا بأجمل الطيور في العالم والذي لا يسكن إلا قصور الملوك وهو الطاووس ومعه طائر الطنان وطائر الرفراف وطائر الطوقان وطائر الحسون من فرط جمالهم أقبلوا بالبشرى إلى هذه المدينة يأن الأحزان ستغادر وإذا بالظلام يعم المدينة وهي في منتصف نهارها من كثرة سُحبها والغيوم الني في سمائها واذا بالمدينة تئن بالبكاء والطير والأشجار من شدة الخوف واذا بدموع السماء تتضامن معهم وكان بكاءا شديدا حتى أصبحت طرقات المدينة لجة من كثرة دموع أهلها ودموع سمائها وأصبح منخفض المدينة وما به من أشجار الغيبة وأعوانها قد أصبح بحرا فحق عليهم القول فهلكوا وأنقشعت الغيوم من السماء وتوقف البكاء فأصبحت أشجار المعرفة وأصدقائها والطير سعداء وتنادت الطيور فيما بينها والأشجار أن الدموع رحمة من العزيز القهار ،،
كلمات وبقلم/ علاء فتحي همام ،،