كم هو مؤلم أن يصرخ القلب دون أن يسمع أحد له صوتا .. صرخات تملأ كون صاحبها هما وحزنا وتخرج فى دموع تتحجر فى العيون فلا هى تهبط فيستريح ولا يكف القلب عن الصراخ .. عندما جاءه نبأ أن حبيبته زينب جاءها خاطب يعمل فى الخليج .. شاب ليس به ما يعيب.. فالمال كثير من سنوات عمله فى الخليج ومسكنه يستعد لاستقبال العروس .. وبه من الوسامة ما يجعل اى فتاة لا تجرؤ على الرفض .. ودقات القلب جعلته يسرع فى الخطى إلى بيت ذاك الشاب كأنه يهدد أهله بعده الاقتراب من زينب .. ولكنك ضعيف ايها الفقير لا تملك إلا قلبا يحب وامامك من العمر سنوات كى تكون مؤهلا لخطبة زينب التى كثر خطابها ولا تجرؤ انت أن تبوح لأحد عما فى قلبك .. والشعور بالضعف والخذلان جعل الرجل يقف أمام بيت الخاطب الجديد رافعا يده إلى السماء داعيا ربه الا يكون قد كتب لزينب العيش هنا وألا يكون لهذا الخاطب الثرى منها نصيب . ويدعو فى صمت وسط زهول المارة وانصرف دون أن يجيب لهم سؤالا ..
والقلب يبدأ فى الهدوء والعين توقفت عن البكاء واطمئن الرجل لدعاءه حتى جاءته البشارة برفض زينب للخاطب الثرى .. وتمت خطبتها لابن عم لها .. فهو اللحم والدم .. وهو الأحق والأولى
حماده محمد .