★ (الرحمة) ★★★ د/علوي القاضي ★
... كلمة (الرحمة) قد تكتب بالتاء المربوطة (رحمة) ، وقد تكتب بالتاء المفتوحة (رحمت)
... إذا ما الفرق بين (رحمت) الله و (رحمة الله) ؟!
... قد يظن البعض أنه خطأ إملائي ! ، أبدا ليس هناك خطأ على الإطلاق ، ولكن لأن لغتنا العربية مرنه وسهلة ومتنوعة فى المعانى والألفاظ لأنها لغة القرٱن ولغة أهل الجنة فاللفظ العربي يمكن تطويعة وإعطاءه معان أدق من المعنى الظاهري بالتنوين والتشكيل ، ومن ذلك كلمة (رحمة) فهي تكتب على وجهين ، ولكل وجه معنى وإستعمال
... فالرحمة التي تأتي فيها التاء مفتوحة أو مبسوطة (رحمت) ، تعطي معنى أنها رحمة (بسطت بعد قبضها) وأتت بعد (شدة) ، ولذلك تكون دائما مضافة مباشرة للفظ الجلالة عز وجل لأن الله هو الباسط لرحمته
... نحن نعلم أن المرأة في (سن اليأس) لاتستطيع على الإطلاق أن تحمل وتلد ، وهذه النواميس كونية ، ولكن بعد مرور السنين ، وتعدي الزوجة لسن اليأس ولاتستطيع أن تحمل وتلد ، تأتي البشرى لإبراهيمَ عليه السلام وزوجِه ، قال تعالى : (قَالُوۤا۟ أَتَعۡجَبِینَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ، عَلَیۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَیۡتِۚ إِنَّهُ، حَمِیدࣱ مَّجِیدࣱ) ، وهذا (فتح) بعد (قبض)
... وكذلك تأتي (رحمت الله) إستجابة لدعاء زكريا عليه السلام بطلب الولد ، قال تعالى : (ذِكۡرُ رَحۡمَتِ رَبِّكَ عَبۡدَهُ ، زَكَرِیَّاۤ) ، وهذا (فتح) بعد (قبض)
... وقال تعالى : (فَٱنظُرۡ إِلَىٰۤ ءَاثَرِ رَحۡمَتِ ٱللَّهِ كَیۡفَ یُحۡیِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۤۚ إِنَّ ذَلِكَ لَمُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ) ، وهذا (فتح) بعد (قبض)
... والتاء المبسوطة لها دلالة معنوية أيضا ، فهي تدل على إتساع قدرة الله (ورحمتى وسعت كل شئ)
... أما الرحمة التي تأتي فيها التاء مربوطة هي رحمة (مرجوة) لم تفتح للسائل بعد
... فالعابد القانت الساجد آناء الليل ويحذر الآخرة ، فهو يرجو (رحمة) ربه في الآخرة ألا وهي الجنة التي هي مقفلة دونه في الحياة الدنيا ، وستفتح له يوم القيامة إن شاءالله
قال تعالى : (أَمَّنۡ هُوَ قَـٰنِتٌ ءَانَاۤءَ ٱلَّیۡلِ سَاجِدࣰا وَقَاۤئِٕمࣰا یَحۡذَرُ الاخِرَةَ وَیَرۡجُوا۟ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ) ، فهي (رحمة مرجوة)
... أو هي (رحمة موعود بها) كما في قوله تعالى : (فَأَمَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُوا۟ بِهِۦ فَسَیُدۡخِلُهُمۡ فِی رَحۡمَةࣲ مِّنۡهُ وَفَضۡلࣲ وَیَهۡدِیهِمۡ إِلَیۡهِ صِرَ ٰطࣰا مُّسۡتَقِیمࣰا) ، (رحمة مرجوة)
... اللهم إنا نسألك أن نكون من أهل رحمتك بتائيها المبسوطة والمقبوضة
... اللهم علمنا ما ينفعنا وعلمنا ماجهلنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
... وكل عام وحضراتكم بخير