mardi 8 avril 2025

إرقيني يا أمي
إرقيني، يا أمي، إرقيني
سكن الفؤاد وأوثقني
اخرجيه من قلبي
فبعاده يشقيني

يجعلني أهذي وأخرف
كأن جنّيًا تملكني
يصيبني بحُمّى المس
أذكر اسمه في المنام وأهلوس
أراه في وجوه المارّة
مع الشمس المشرقة
وعند جنح الظلام
يتراءى طيفه حولي
أكاد ألمسه، أكاد أحتضنه

إرقيني، يا أمي
أعيدي لروحي سكينتها
ولقلبي نبضه
لست معيونة، وليس حسدًا
بل حبٌّ هدَّ خافقي

بيني وبينه أقواس
حدود وحراس
خطوط من نار
وتقاليد وأعراف

غرق قلبي، فقد سبح
عكس التيار
وبيننا جبال وبحار
كيف أعبرها؟ كيف أتخطاها؟
أحتاج لبُراق
يحملني لبلاد العاشقين
حيث ينبت الياسمين
وينتهي الحنين
وتتلاشى الأشواق

إرقيني، يا أمي
اخرجيه من شراييني
واربطي وتيني
الذي تمزق حزنًا وفقدًا

لن ألقاه لا حلمًا ولا واقعًا
سيظل قلبي معلقًا
كطفل يغرق
لا يصل للشاطئ
ولا يرسو في الموانئ
كعابر صحراء
ضلّ الطريق، فلا عودة
كساعٍ لسفح الجبل
لا قُدرة له على الصعود

رجاءً، أمي... إرقيني
فقد تعب قلبي
وتمزق وتيني

زهرة محمد الساهل

جارة البحر