mercredi 30 avril 2025

اليكم المقطع الثاني و العشرين من التحليل

تحليل قصيدة بكري 4/تداعيات لزمن منفلت(المقطع الثاني و العشرين)
محمد هالي

ما ينير حرارة الشدو، هو سماع لحن بلبل ينشد ريشه منقارا للتجلي، ككل صخب الحياة: تناقضاتها صراعاتها، ينجر التلفظ بما جاد من تموسق على قارعة القصيدة، هي تعطي لحنا على مزمار امرأة، و التواءها كالتواء المجتمع في سهراته، و بذخه المتعب في برامج النسج المضنية، انعكاسات الذات على المرآة مجرد تماثل بشكل هابط، متوقف كتوقف التاريخ المنسي في ذاكرة تعيد انتاج صخبها من جديد، هذه هي القصيدة الأخيرة من مقاطع ترنحات الحانة تشفط آلام ذكريات تحيك "خيوط الكبة" في أزمنة هشاشة البروليتارية المتعبة من انتاج "فراش على مقصلة الردى" ، تعكس صور في ذاكرة متصظية من الاحداث، و التوقعات، المشهد لا زال يتراءى على وزن الآهات، التي كانت تضطلع بها المرأة في ارتباك الزمن المقحوط، زمن مر من هنا، و سقط هناك، مر كصور تربك العمل، و المعمول، لا هو صناعة، و لا هو اعتراف بالجهد المجهول، خيوط كبة تفبرك أفرشة تقي من أشعة الشمس، و تعتقل أجساما آدمية حين يحل الظلام: 
"أمامي المرآة تحاصر شقوق ذاكرتي 
خيوط الكبة تتوالى 
صور الفراش على مقصلة الردى
يعانق ضوء الشمس 
واعتقال طيور النوارس
مع زيارة أواخر الليل"
محمد هالي 
(يتبع)