ان الحب الحقيقى هو حب القلب لله ومادمت تحب ربك وأنت عبدا له
فأنت لا تملك نفسك ولاجسدك فعجبا لمن يتبرعون بأجزاء من أجسادهم لغيرهم
ونفسك تأمرك بأشياء لاترضى خالقك
فكل العبادات المفروضه عليك والمأمور أنت بها
نفسك لا تحبها!!
فالصلاه مثلا رغم بساطتها حركة وذكر
ونفسك تعشق الكسل والراحة ونبينا صل الله عليه وسلم استعاذ من العجز والكسل
والصوم امتناع عن الطعام والشراب والشهوه
ونفسك لاتشبع من الملذات وتحب الغرق دائما فى المباحات
والزكاه والصدقه إنفاق وتطهير للمال
ونفسك تهوى الكنز والكثرة
والحج سفر ومشقه وانفاق للجهد والمال
ونفسك تحب القرار وتحب البخل
ناهيك عن الاسراف فى المعاصى والذنوب
الا ان من خلقك اعلم بضعفك فشرع لك الاستغفار لتتطهر وقد غفلت عن التطهير
والرحمن أغدق على عباده بالخير كله
بدايه بنعمه الوجود ونهايه بنعمه الخلود
ولعلك تنظر الى تسخير الكون كله لك
من سماء تمطر وأرض تزرع ودواب أقوى منك
لتخدمك وتيسر أمورك وترفع عنك المشقه وتحقق لك المصلحه دون أجر أو ثرثرة
بل وبعد ان تقوم بعملها على أكمل وجه تذبحها وتأكل لحمها وقد اهديت اليك قبل نحرها لبنها وزبدها
ناهيك عن بحار وانهار وشمس وقمر ونجوم وجسدك الذى لايشغلك بوظائفه فيعمل فى صمت ويحذرك قبل وقوع الإنزلاق فى دركات المرض
ومن رحمته ان خلق لك من نفسك من تسكن اليها وجعل طاعتها لك عباده .
ومن أجل النعم وأعظمها هى نعمة إرسال الرسل وإنزال الكتب كى يهديك الى الحق ويخبرك انك فى سفر قريب فلا تسوف العمل و يرسم لك خارطة الطريق وقواعد وقوانين المرور
والعجب كل العجب على أقوام كانوا قبلنا الا انهم رغم ضآله حضارتهم ومعيشتهم الا انهم كانت لهم قلوب أزكى من قلوبنا أحسنوا فهم القضيه
فلما نزلت عليهم الكتب وارسل فيهم الرسل استجابوا وآمنوا واكثروا العمل الصالح رغم قسوه حياتهم
وبالرغم من علمنا ورفاهيه حياتنا زهدنا فى العمل الصالح وتهاونا فى الذنوب وضيعنا عمرنا فى الملاهى والملذات ونسينا الميثاق الأعظم
والله لايكلف نفسا الا وسعها
فالله الرحمن يدعوك الى رحمه خلقه
وهو الكريم يحثك على الصدقه والنفقه
ونفع الاخرين
وهو العادل يأمرك بالعدل وقد حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما
وقد شرع لنا ربنا قوانين فى كل مناحى الحياه
كى تسلم وتأمن وتطمئن وتستقيم لك الاسباب
ومن رحمته سبحانه
ان شرع الدعاء ووعدك الأجابه
وفى نهايه السفر أعد لك السعاده
فى جنان خالده فى جواره
واستبدل بنيانك الأرضى ببنيان سماوى
لايمل ولا يكل ولا ينام
صالح لأستقبال الرحمن.