dimanche 8 juin 2025

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

... فليت دونك بيدا دونها بيد

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

   رحمك الله يا أبا الطيب إذ تركت لنا سفرا من المعاني شمل الحكمة ، والمثل السائر ، فضلا عن تجربتك الشعرية الغنية الثرية التي وقفت على كل صغيرة وكبيرة ، وتحدثت عن كل شاردة وواردة ، الأمر الذي مثل النبع الصافي ، والفرات الوافي ، يرده كل ظامئ ليرتشف منه مايروي عطشه ، ويبلل أحشاءه ، ويستعيد نشاطه فالعيد عند أرباب النفوس الكبيرة ، والهمم العالية لايتوقف عند القدرة على الحج في كل عام ، أو عند ذبح الأضحية ، وامتلاء الكرش باللحم والطعام ، أو التوجه نحو الملاهي والمتنفسات ، أو الذين يزاحمون في الطواف ، وعند الوقوف على المشاعر ، ورمي الجمرات ، وهم لايكلفون أنفسهم حتى التفكير في تطبيق مبدأ الولاء والبراء ، أو نصرة المظلومين والمستضعفين ، من إخوانهم المسلمين ، أو الاقتصاص من أولئك الفجرة الكفرة المشركين ، وكذلك الذين يصومون يوم عرفة ، وهم لايبكون لبكاء الثكالى ـ في غزة ـ والمضطهدين ، ولايتألمون لمصاب إخوانهم في فلسطين ، إنما العيد عند أولي الألباب والنجباء هو السعي الحثيث لإنقاذ هذه الأمة ، والعمل الدؤوب لرفع ماحل بها من الهوان وكشف الغمة ، ورص الصفوف بدلا من التمزق والفرقة .
   العيد عند العظماء هو التكافل والوقوف في وجه المجاعة الزاحفة نحونا ، ومحاربة الأمراض والأوبئة القاتلة ، وهو النهوض العلمي بالمجتمع ؛ لأن من شأن ذلك حماية الأمة صحيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا وسياسيا وأخلاقيا ، والوصول بها إلى المصاف الحضاري والتنمية المستدامة ...