mercredi 25 juin 2025

بمناسبة الهجرة يسعدنى أن أقدم لكم هذه السلسلة أرجو أن تنال إعجابكم. 
كيف غير تاريخ الهجرة النبوية مجرى التاريخ
 مكث النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - في مكة ثلاثة عشر عامًا قبل الهجرة النبوية يدعو الناس إلى الإسلام ، ويبصرهم بشرائعه ، ويرشدهم إلى أحكامه ، دون أن يتطرق إليه ملل ، أو يصيبه كلل أو ضجر ، لا تصرفه عن دعوته الشواغل ، ولا يثنيه عن التبليغ وعد أو وعيد ، وإنما هو ماض في طريقه ، تحوطه عناية الله وتكلؤه رحمته ، لا يجد وسيلة تمكّنه من تبليغ دعوته إلا اتبعها ، ولا طريقة تهيئ له النجاح إلا أخذ بأسبابها ، طرق كل باب ، ووقف عند كل جمع ، وعرض دعوته على القبائل ؛ لعل أحدًا يؤمن بها ويؤازرها. 
فكيف غير تاريخ الهجرة النبوية مجرى التاريخ؟ آمن بالدعوة الجديدة بعض أهل مكة. ، ممن سمت نفوسهم ، وصفت أفئدتهم ، ونضجت عاطفتهم الدينية ، فالتفوا حول نبيهم محمد - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - كما آمن عدد من الرقيق والموالي والمستضعفين في مكة ، ولم تلق مكة بالاً لهذا الدين الجديد في بادئ الأمر ، وعدّت محمدًا - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - وصحبه مجموعة من الحنفاء الذين يظهرون ثم يختفون دون أن يلتفت إليهم أحد. لكنها استشعرت الخطر ، حين رأت نفسها أمام رجل آخر ، ودعوة مختلفة ، وجماعة تتكون ، وكتابًا يُتلى ، وأن الرسالة تجد أنصارًا وإن كانت تشق طريقها ببطء ، ثم هالها الأمر حين بدأ النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - يهاجم الوثنية ويعيب الأصنام ، ويسفّه عبادتها ، ورأت أن مكانتها الدينية وزعامتها الروحية في خطر ، فلجأت إلى مواجهة الدين الوليد ، ومحاصرته بكافة الوسائل التي تضمن إجهاضه والقضاء عليه ، ولم تتحرج في استخدام التعذيب والقتل والسجن مع المؤمنين بمحمد - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - ودعوته ، ولم يسلم النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - نفسه من الأذى ، وتعرضت حياته للخطر.
وإلى أن نلتقى غدا ف الحلقة الثانية من السلسلة أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه.