....................
دَعَيْتُ لِزِيَارَةٍ دُونَمَا تَرْتِيبٍ
وَاذَا بِمَلَاكٍ عَلَي دَرَجِ الدَّارِ
كَانَتْ جَلْسَتُهَا
فِي بَرَاءِ الِاطْفَالِ وَرِقَّةُ الْعُشَّاقِ
كَانَتْ نَظْرَتُهَا
رَقَائِقُ الْبَطَاطَا فِي الْفَمِ
وَتَفَاحَةٌ خَضْرَاءُ فِي يَدِهَا
مُنْذُ هَاتِيكَ النَّظَرَهْ غَرِقَتْ
أَخْتَطَفَتْ قَلْبِي بِيَعِينْهَا
وَبَيْنَمَا أَنَا أُحَادِثُ صَدِيقِي
كَانَتْ تَتَجَسَّسُ لِتِرَانِي
كُنْتُ أَعْرِفُهَا مِنْ وَقْعِ خُطُوَاتِهَا
وَمِنْ ثَمَّ تَشَجَّعْتُ وَدَخَلْتُ فَسَلَّمْتُ
وذهبت. . عُدْتُ الْيَهَا مُسْرِعًا
كُنْتُ قَدْ نَسِيَتْ يَدِي مَعَهَا
أَطْعَمَتْنِي مَلْفُوفًا وَمُوَزًّا
لَنْ أُطْعَمَ مِثْلَهُمَا مَاحْيَيْتُ
فَلَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا شَئٌّ أَشْهَي
مِنْهُمَا سَوِي فَمِهَا
ذَاتَ مَرَّةٍأَقْسَمَتْ أَنْ تَصْنَعَ
لِي قَهْوَةٍ
وَهِيَ لَا تُجِيدُ صُنْعَهَا
فَقَطْ لَتَرَانِي أَوْ تَلْمِسُ يَدَايَ
لِثَوَانِي أَوْ لَانَهَا
صَغِيرَةٌ كَانَتْ وَقْتَهَا
فَلَمْ تَكُنْ تَتَجَاوَزُ الثَّامِنَةَ عَشَرَ
الْعُمْرُ كُلُّهُ لَهَا
لَوْ رُئْيَتَهَا مِثْلَمَا رَأَئِيتَهَا فَلِقَةٌ مِنْ
الْقَمَرِ كَانَ وَجْهَهَا
لَمْ تَكُنْ بِالطَّوِيلَةِ وَلَا بِالْقَصِيرَةِ
مَمْشُوقٌ قِوَامُهَا
بُعْيُونٌ سَاحِرَةٌ وَرُمُوشٌ مُسَبَّلَةٌ
وَحَاجِبِينَ كَأَنَّمَا رَسَّامٌ قد رَسَمَهَا
اِخْضَرٍ فَاتِحٌ وَاسْوَدُ كَاللَّيْلِ
كَانَ رِدَائِهَا
أَبْطَأْتُ عَلَيْنَا فَذَهَبْتُ لِاسْتَطْلِعَ
مَاقِدْ يَكُونُ جَرِي لَهَا
يَافَتَاةْ مَابِكْ وَايِنْ الْقَهْوَةْ
قَالَتْ مِرَارًا وَتَكْرَارًا صَنَعْتُهَا
خَشِيْتُ الَّا تُعْجِبُكَ فَأَلْقَيْتُ. بِهَا .
فَالْحَقِيقَةُ أَرَدْتُ أَنْ أُحَادِثَكَ
عَلَي إِنْفِرَادٍ أَمَّا الْقَهْوَةُ فَلَا
أَعْرِفْ عَنْهَا سَوِيُّ لَوْنِهَا
سَحِرَتْنِي بِجَمَالِهَا بِكَلَامِهَا
وَدِلَالُهَاوَصَوْتِهَا وَبِمَكْرِهَا
وَمِنْ ثَمَّ حَدَثَتْ أَشْيَاءُ
يَسْتَحِيلُ هُنَا ذِكْرُهَا
كَانَ قَلْبِي مَعِي وَقْتَهَا
وَمُنْذُ تِلْكَ اللَّحْظِهِ صَارَ
يَنْبُضُ فَقَطْ لَهَا
وَكَا كُلُّ قِصَصِ الْحُبِّ إِفْتَرَقْنَا
وَلَكِنْ لَمْ نَفْتَرِقْ
وَلَلْأَنَّ رُوحَهَا مَعِي وَرُوحِي مَعَهَا . .