فصلٌ حزينٌ
- - - - - - - - -
فصلٌ حزينٌ عندَ زينبَ يبتدي
وهيَ الأبيّةُ في أساها نقتدي
وقفتْ تجابههم بقوةِ صبرها
مسبيّةٌ للحقِّ بنتُ مُحَمَّدِ
وقفتْ عزيزةُ حيدرٍ ببسالةٍ
والنَّورُ منها ساطعٌ كالفرقدِ
دكّتْ عروشَ الظالمينَ بعزمها
يا ويحَ منْ بالمُصطفى لمْ يهتدِ
وكذا يزلزلهمْ خطابٌ ثائرٌ
من عابدٍ للهِ خيرِ موحدِ
هوَ افضلُ العُبَّادِ وابنُ المرتضى
في زهدهِ التَّأريخُ لا لمْ يشهدِ
قاسى عذابًا في سنيِّ حياتهِ
بئسًا لما اقترفتهُ أمّةُ أحمدِ
قتلوا حُسينًا سبطهُ وحبيبهُ
في كربلا ذبحًا بغدرِ مُهنَّدِ
فمضى عليُّ مدافِعًا ومُندِّدًا
ولكذبةِ الأنذالِ خيرُ مفنّدِ
كشفَ الخداعَ بخطبةٍ علويّةٍ
جعلتْ يزيدًا كالهشيمِ الموقدِ
وبها تعرّى بينَ حاشيةِ الهوى
فانهارَ عرشُ الظَّالمِ المُتمرِّدِ
لمْ ينسَ يومًا ما جرى لنسائهم
وحسينُ بعدَ الطَّفِ غيرُ موسَّدِ
لمْ ينسَ ايتامَ الذَّبيحِ بكربلا
والقيدُ يدميهمْ جراحًا باليدِ
وتدورُ في خُلدِ الإمامِ مواقفٌ
منها يشيبُ الرأسُ دونَ تردُّدِ
حتّى سقوهُ السُّمَّ أولادُ البغا
النَّارُ مثوى من عليهمْ يعتدي
محمد حبيب