/ عطر الفراق /
بالأمس لما حان الرحيل ، و
ثم الوداع بالأحضان
شنفني عطر الفراق ، لا زال
يفوح حولي لحد الآن
فوحه ما فارق حاستي منذ
وداع ، فجأة حان
عليه ما أثرت قوة رياح و
لا غيرته رائحة دخان
أينما انتقلت ، صرت أشمه
بدقة و إمعان
ذاك اليوم بات منقوشا في
الذاكرة ، يوم وداع إنسان
لأعز انسان
أصبح هذا العطر يشنفنا و
يعطر اللباس و المكان
مرت أعوام ، و تدحرجت
أيام ، و كان ما كان
و الروح دوما يفوح من
حولنا لحد الآن
أضحى يذكرنا بجميل ، و
فراق ترك خلفه الأشجان
صرنا نشمه باستمرار حول
المحيط و في الأبدان
كما بات روح يوسف عند
يعقوب لاسقا طيلة الفقدان
حتى إذا شاءت الأقدار ، و
يحبط كيد الشيطان
التقى نبي الله بابنه يوسف
بشوق لا يستهان
و كانت الخاتمة مسكا ترضي
الأب و الإبن و الإخوان
حيث رد بصر يعقوب و عاش
الكل في أمن و أمان
أما عطر فراقي لا زال باقي
حديث العهد يذكره اللسان
عبدالمولى بوحنين