انا، كلبي ... والصحراء
بقلمي ليلى رمضان ڤموح
في لحظةٍ توقّفَ محرّكُ السيارة، حاولتُ إعادةَ تشغيلِها، لكنَّ السيارةَ لم تستجِب، وكأنّها تخشّبت في مكانِها. نظرتُ إلى مستوى البنزين، فوجدتُه قد نفد.
كان كلبي "ماك" يجلسُ بجانبي،
فقلتُ له بدهشةٍ:
ـ ماك، لقد قُضي علينا!
رفع أُذنيه، ثم قام فَزِعًا. أدركتُ أنّه فهم ما أردتُ أن أقول.
ترجّلنا من السيارة، وأنا أنظرُ إلى الأفق، علّني أجد شخصًا يمرّ من هنا. كانت الشمسُ تلفحُ وجهي من شدّة حرّها.
مشيتُ أنا و"ماك" مسافةً طويلةً حتى تعبنا. خُيّلَ لي أني رأيتُ بركةَ ماء، فركضتُ نحوها، وإذا بها سرابٌ لعب بمخيّلتي.
ازدادتِ الحرارة، وزاد معها العطش، وحتى "ماك" خارت قواه، وما عاد يستطيعُ السير.
بدأ الليل يرمي بظلامه وكنا نسمع أصوات الدواب والهوام وكان ماك ينبح كثيرا كلما سمع تلك الأصوات وكم كنت خائفا
تعبتُ، وأحسستُ بالنُّعاس، فنِمتُ قليلًا.
وبعد برهةٍ، أفقْتُ على نباحِ كلبي، الذي كان يتصارعُ مع ثُعبانٍ، ربّما كان يحاولُ لَدغي وأنا نائم.
انقَضَّ "ماك" على الثعبان، فقطعَ رأسَه.
ركضتُ نحوه، وعانقْتُه، وقلتُ له:
ــ يا صديقي، أنتَ حقًّا بطل!
وفجأةً، سمعنا صوتًا يقتربُ ببطءٍ شديد، وإذا بها شاحنةٌ ضخمةٌ تحملُ قطيعًا من الخِراف. ركضتُ إلى وسط الطريق كي أُوقفها أنا وكلبي.