mercredi 30 juillet 2025

❖ رجفة عاشق من مجرّة بعيدة ❖
✧━━━━━━━✦✧✦━━━━━━━✧
الزلززال؟
ليس ثورةَ صفائحٍ نائمة،
بل عاشقٌ تائهٌ في مجرّةٍ باردة،
ينزف وحدته الكونية،
فارتجف الكون معه.

لم يأتِ ليهدم،
بل ليوقظ ذاكرةَ الأرض على وجهٍ نسيه الوقت،
وجهٌ كان — ذات غبار —
يعني له الحياة.

بعث برسائلَ كثيرة،
بشِفراتٍ ضوئيةٍ، وموجاتٍ صوتية،
لكن الحبيبة كانت تدور في مدارٍ آخر،
صامتةً كالقمر،
باردةً كقشرة هذا الكوكب.

كان الصمت أوسع من المسافة،
والخذلان أعمق من الجاذبية...
فأدرك أن الحنين
لا يُفهم من بعيد.

فما كان له إلا أن يهزّ قلبها،
كما تُهزّ الشجرة حين لا تسقط ثمرتها.

لم يصرخ،
بل جعل باطن الأرض يتنفس عنه،
وجعل الجبال تتأوّه
نيابةً عن حنجرته البعيدة.

وفي قاع الاهتزاز،
لم يكن ينقب عن موتى،
بل عن لحظةٍ واحدة
تتوقّف فيها الأرض،
ليقول لها — بصوتٍ لا يُسمع —:

"أنا هنا...
أرتجفُ من أجلك،
ولا أحد يفهم."

━━━━━━━━✦✧✦━━━━━━━━━
✒️ بقلم: جــــــــبران العشملي