بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
حقا لو علم القوم عظمة الصباح ، وما فيه من جمال لفارق معظمهم إن لم يكونوا كلهم اضطجاع الفراش وتوسد المخاد ، وخرجوا باكرا ليستشفوا بذلك الهواء العليل ، ويرتشفوا شيئا من جمال الفجر بأشجاره وأزهاره ومياهه وهدوئه وعبق روائحه الطيبة الزكية ...
في هذا اليوم المبارك خرجت بعد صلاة الفجر على مركبتي ، وأنا أستمع آيات من القرآن الكريم يصدح بها أحد القراء على أثير الإذاعة ، فوجدت نفسي أهيم تارة في ألفاظها المتشاكلة وأجراسها الموسيقية البديعة ، وأخرى أسبح بأفكاري في أبعاد معانيها ودلالاتها العميقة ، وثالثة أحلق بخيالي في أغوارها الواسعة وفضاءاتها الرحبة .
نزلت من المركبة ومشيت على شاطئ البحر حافي القدمين ، والأمواج تتلاطم على شمالي وكأنها جمهور كبير يصفق ترحيبا بمقدمي ، والهواء ينبعث من على سطح البحر نحوي ، يداهفني رويدا رويدا حتى يكاد في بعض الأحايين أن يخل باستقامة سيري ، وكأنه أم تخاف على وليدها من أمواج البحر ...