mercredi 9 juillet 2025

رسائل أسيــــرة الشوق 《2》

 أكتب لك حبيبي عمري الغائب رسالة 
وأنا أعلم أن رسالتي لن تصلك 
لأنني أدري أن لا عنوان لك 
فأنت غائب عن مكاني 
مثلي لا تعرف عنواني 
كنت تريد أن تقول لي شيئا
وكنت دائما أنتظر منك إشارة 
لكنك لم تتكلم 
لهذا قررت أن أفصح لك عما يجول بقلبي و خاطري 
سأحكي لك عن أيامي كيف عشتها وأنت بعيد عني 
عشتها بعادات وتقاليد مجتمع متناقض وسايرتها كما ارادت
مضت أيامي هكذا أفكر بلا وعي
لم أستطع تغيير شيء
ولو أن مقدرتي على المجازفة لا حدود لها
لكن خوفي من المجتمع ما أعاقني
مع أن أحلامي بريئة
فكرت في الناس وأهلي ماذا عساهم يقولون عني
فكرت حتى فيك ولو أنك عمري غير موجود
كيف لي بالمجازفة وأنا المحبوبة عند الجميع
لطالما احترمني الصغير قبل الكبير 
فأنا مثلهم في التحدي والتواضع 
الصبر والكرم 
هكذا يرونني
ماذا لو خرجت عن المعتاد و تحررت من قيودي
وصرخت من التسلط الذي جثم علي وكبلني
هكذا فكرت
ولكن في النهاية اخترت كبت صراخي الذي خنقني وأراد قتل أحلامي
أحلامي التي تمنيت أن أعيشها
وأنا من استسلمت
للعذاب مرات عدة لقهري وقلة حيلتي 
أحاول أن أنسى وأتناسى
إلى أن أراك في حياتي
جاثما أمامي
فأدرك أنك حقيقة ولست خيال
حينها سيخفق قلبي بشدة 
ولا أستطيع أن أنظر في عينيك
فنظرتك تلملمني 
تبعثرني و تربكني
أحس أمامك بقمة ضعفي بعد عظيم تعبي في دنياي
كطفلة صغيرة بريئة لا تعرف ماذا تفعل أو ماذا تقول
سوى الصمت والخجل 
أشعر أن نظرتك تلك ستأخذني إلى عالم بعيد
عالم غير عالمي هذا 
و قلبانا يتعانقان عناق الشوق
أسمع فيها أهات قلبك الموجوع
وأنت تحاول عبثا كتمها عني لأنك تخاف على أن تضيف لعذابي عذابا أخر
انتظرت أن تخبرني عنها بلهفة فالحياة علمتني وقع العذاب على الإنسان بين صمته و صبره و إنتظاره
ولأنني سأتفهمك لن أسأل عن صمتك
وسأحمد الله على ذلك
فإقرارك سيزيد عذابي ونحن من تعاهدنا أن نودع الماضي بكل أهاته وعذابه 
ونبدأ من جديد
حينها سأحقق كل أمنياتي وأنت معي 
كل هذا أحسست به في لحظة عابرة بعيدا عنك

أميرة دحمانيالجزائر