قومٌ يصنعون التوابيت
من خشب البلوط المعتق
يحوّلون الموت إلى طقسٍ
كما لو أن الرحيل
جزءٌ من احتفالٍ سرّي بالوجود
وقومٌ آخرون يحفرون القبور
بحركات الحوت الأخير
حين يدرك أن البحر
لن يغفر له الماء
وأن النهاية ليست إلا بداية
في كل يدٍ تمتدُّ إلى التراب
تتعلّم الروح معنى الصبر
وفي كل خشبةٍ تُشكل
تتجسد فكرة الفناء
الذي لا يخصّ جسدًا فقط
بل يلمس الزمن والذاكرة
الموت
ليس حكاية ختام
بل نغمة خفية في لحن الكون
قبرٌ هنا
تغدو فيه الذكريات
معبدًا للوجود
والتوابيت
تصبح أبوابًا للهدوء الأبدي
وحركات الحوت الأخير
تعلمنا أن كل نهاية
هي تلاقي مع الماء
وأن الرحيل
ليس فراغاً
بل تماهيًا مع السرّ الأزلي
الذي يربط كل شيء ببعضه
في دائرة لا تنتهي
سمير كهيه أوغلو