ريم العبدلي -ليبيا
وراء كل نجاح قصص عديدة سطرت بسهر وتعب وكفاح ، كأنها ضريبة وجب دفعها ، وهكذا كانت ضريبة نجاح ندى البالغة من العمر التاسعة والأربعين عاما، وبالرغم من انشغالها بالعديد من المسؤوليات لكنها كافحت وهي ترسم لحظات النجاح حتى تستطيع تحقيقها ، فقد واجهت ندى العديد من المتاعب والصعوبات ، و بالإصرار والعزيمة سارت على طريق النجاح ، حينها أرادت أن تكون نجمة فى عالمها الصغير لتنطلق إلى عالم آخر بأعجوبة ، واستطاعت أن تحفر اسمها بعد لحظات من الانتظار؛ حيث جعلت اسمها لامعا بين أسماء مشهورة وهي تحاورهم فى مختلف الصحف والمجلات ، فقد أنجزت الكثير على حساب وقت راحتها ، فعرفت ندى فى هذا الوقت الصحيفة الليبية العربية والدولية ، كما لقبها الكثير بالفراشة ، ووجدت المستقبل يفتح لها ذراعه وهي تبتسم لتلك الإنجازات،التي كان بعضها يحمل الابتسامات، والبعض الآخر يحمل الآهات والتعب والألم ، كتبت فى قلبها الكثير ، واحتفظت بكتاباتها داخل عقلها المسكين الذى شعر بأنه كتاب مغلق لا يستطيع البوح بما يحمله من سطور ،
وفى ليلة من ليالي العمر الذي تجلس ندى أمام نافذتها المرافقة لها في تفكيرها فى كل صغيرة وكبيرة، فكرت أن تخطو خطوة جديدة ، حتى لا يركض العمر مسرعا دون أن تحقق المزيد ، كتبت أولى الكلمات واعلنت بأن هناك خواطر متتالية سترى النور حتى وصلت إلى جبروت تلك المرأة التي قررت أن تكتب أحلامها وما مرت به من واقع ، وما أن صدر كتابها هذا حتى وجدت نفسها قد شقت مجال البوح وصدر كتابها الثاني «همسة» الذي يحمل في طياته قصصا قصيرة ، وفى العام الآخر قررت جمع العديد من حوارتها فى كتاب يحمل اسم «حوار الأشقاء» ، فكل مشوار حياتها دون بين سطور تلك الكتب ،
لكن أحلام ندى لا تنتهي منذ طفولتها وهي تحلم أن تمسك بيديها كاميرا تلتقط بها صور الجبال والبحار مثل السياح التى كانت تشاهدهم على شاشة التلفاز ، وما إن مرت السنوات حتى أصبح الحلم حقيقة بعد أن تسابقت مع لحظات العمر التى مضت ، ولن تخفينا ندى سرا بأنها راهنت على نفسها كثيرا ، حتى تستطيع أن ترفع اسمها بين أسماء الكثير من الأدباء والكتاب الصحفيين والمصورين، وأن يكلل نجاحها بباقات من الورد التى أحبت، فإن غابت عن الحياة ستكون بصماتها قد تركت الأثر الحسن فى قصة عُرفت باسم «قصة نجاح».