سَلوا طرفَ عـيني
سَلوا طرفَ عيني عنْ شجىً في مَدامِعي
ومـا يَـعتـري الخـفّـاقَ بيـنَ الأضـالـعِ
مَتى يَنتَشي حظِّي وتَربو مَسرّتي
وتزهُـو أزاهـيري ويَزدانُ طالِـعي
فهلْ صَارٍفُ الأيَّامِ تُبْدي صَفَاءَها
لِـتهـنَا عُيـوني في وَثيرِ المَضاجِعِ
أيَا صَحبُ صِدقًا قد هَجرنا كرامَةً
وصِرْنا سَـرابًـا في بَـوادٍ شَـواسـعِ
سأشْـكو لـربِّ العرشِ رزءًا أصابَنا
ومَا حَـلّ فـيـنا مِـن شَديدِ الوَقائعِ
لُـدِغــنا بــجُــحــرٍ مـرَّةً بـعـدَ مـرَّةٍ
ومــا رَدَّنـا غَـدرُ الـلئـيـمِ المُخادعِ
فـكُـنّا إذا مـا صَاح للحَربِ داعِـيًا
دهَـمْـنـا غِـمارَ الدَّاهيـاتِ الفواجِعِ
فمنْ يأمنِ الوغدَ الخسيسَ ومكرَهُ
سَـيُـرمى ذَلـيلًا في قَبـيحِ البَـلاقِـعِ
خبـيـثٌ عدوِّي شَــرُّهُ غَــيـرُ مُـنـتَـهٍ
ولـو صارَ رُكْنًا في بطونِ الجوامعِ
فجستمْ دِياري واسْتَبحتمْ كَرامتي
وما همُّكمْ إلا اضطرابُ مَضاجعي
وقلتمْ بِنا اخْـتالتْ اساطينُ عصرِنا
ويَـغشَى سَنانا كـلَّ خـافٍ وطـالعِ
فشتَّانَ ما بينَ امرىءٍ ذي فَراسةٍ
وما بيـنَ نَـذلٍ لا يُراعي وَلا يَعـي
فيـا قومِ صبرًا لو تَهاوى مقامُكم
فهلْ ينفعُ النَّدمانَ عَضُّ الأصابعِ؟
أمَا والذي شَقَّ الضُّحى من حَشا الدُّجى
وزانَ البَـرايا بالـنّـجــومِ الطَّوالِـعِ
فلنْ يُنهكَ الإصرارَ سِلمٌ حَوى بَلا
ولو بـاتَ طـرفي بينَ دامٍ ودامعِ
أيا دهرُ مَهما سمتَ جورًا فإنَّني
ألاقيكَ في جأشٍ وبأسِ المُصارِعِ
فيـا نَسـمةَ الأسـْحارِ باللهِ عـرِّجـي
بأرضٍ حَـباهـا اللهُ طـيبَ المرابـعِ
وَعُودي إلى تلكَ الدّيـارِ وسـلّمـي
على مَنْ تُلاقي مِن ذَواتِ البَراقِعِ
فـواللهِ إنّ الـقلـبَ يـَصبُو إلـيـهمُ
كـما يُولِهُ المولودَ صدرُ الـمَراضعِ
وإنْ جاءَكمْ من قبّةِ القـدسِ أنَّـةٌ
فهذا نَشيجي ، لا نُواحُ السَّواجعِ
جمال أسدي