lundi 18 août 2025

**الصَّبْرُ مِفْتَــاحُ العُــلَا**
..................
لَا تَيْأَسَنَّ وَإِنْ تَعَثَّرَ دَرْبُكَا
فَالْخَيْرُ يَأْتِي لِلَّذِي قَدْ أَخْلَصَا

مَا الْمُسْتَحِيلُ إِذَا وَثِقْتَ بِرَبِّنَا
وَتَحَمَّلَتْ نَفْسٌ عَلَى الدَّرْبِ الْأَذَى

كَمْ مِنْ جَرِيحٍ بَاتَ يَنْدُبُ حَظَّهُ
فَاقْتَادَهُ الْجُرْحُ الْعَمِيقُ إِلَى الْعُلَى

وَكَمِ انْتِكَاسٍ ظَنَّهُ الْمَرْءُ انْتِهَاءً
لَكِنَّهُ جِسْرٌ إِلَى أَمَلٍ بَنَى

فَارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَى السَّمَاءِ وَسِرْ بِهَا
فَاللهُ يَفْتَحُ بَابَ مَنْ طَرَقَ الرَّجَا

إِنَّ الصَّبُورَ إِذَا اصْطَبَرْتَ بِعَزْمِهِ
نَالَ الْمُنَى وَمَضَى عَلَى الدَّرْبِ اعْتَلَى

وَالْعَزْمُ إِنْ رَسَخَتْ دَعَائِمُهُ سَمَا
وَمَضَى بِثَبَاتٍ لَا يُهَابُ وَلَا انْثَنَى

وَالنُّورُ يَنْبُعُ مِنْ شُقُوقِ جِرَاحِنَا
وَالصُّبْحُ يُولَدُ مِنْ دُجَى اللَّيْلِ الدَّجَى

فَاسْعَ وَكُنْ بِاللهِ أَوْثَقَ مَا تَكُنْ
مَنْ كَانَ بِاللهِ اسْتَمَدَّ بِهِ الْقُوَى

وَإِذَا عَثَرْتَ فَلا تَكُنْ مُتَرَدِّدًا
وَالنَّجْمُ يَصْعَدُ فِي السَّمَاءِ كَمَا نَمَا

لَا تَحْزَنَنْ إِنْ سَاخِرٌ مِنْكَ ارْتَمَى
فَرُبَّ سُخْرِيَةٍ غَدَتْ فَتْحًا سَمَا

وَكَمِ احْتِقَارٍ كَانَ يَذْرُفُ دَمْعَهُ
فَأَضَاءَ فِي ظُلَمِ المَسَاءِ وَقَدْ هَدَى

فَاثْبُتْ وَإِنْ ضَاقَتْ بِكَ الدُّنْيَا فَإِنَّ
الصَّبْرَ يُورِثُ فِي القُلُوبِ مُرُوءَتَا

واحْذرْ صَديقَ السُّوءِ إنْ جَارَ الزَّمَنْ
فَالصُّحْبَةُ الْخُلْصَاءُ تَرْفَعُ ذَا الْعَلَا

وَإِذَا وَجَدْتَ أَخًا يُدِلُّكَ لِلنُّهَى
فَتَمَسَّكَنْ فَالصَّحْبُ أَنْوَارُ الدُّنَى
بقلمي/
بسمات محمد
٢٠٢٥/٧/١٨