samedi 16 août 2025

دغياث حمدي كركة

(تنفّسَ الصّبحُ)

تنفّسَ الصّبحُ يدعو الخالقَ الأحدَا
           وسبّحَ الطّيرُ مأخوذاً بهِ غَرِدَا
وباحَ كُلٌّ بما في نفسِهِ فَرِحاً
           يُجدِّدُ العهدَ بالتّوحيدِ مُنفرِدَا 
والشّمسُ تُرسِلُ أنواراً مُزخرِفَةً
        هذي الحياةَ لتسمو بالذي عَهِدَا 
والزّهرُ يخطُرُ في الأفنان ِ مؤتَلِقاً
               بما حباهُ الإلهُ البَّرُّ منهُ ندى
ويشكرُ اللهَ ينضو العطرَ في سَرَفّ
   وينشُرُ الطِّيبَ يُحيِي قلبَ مَنْ وَسدا 
لاحَتْ على الأُفقِ آمالٌ مجدِّدَة
             جوائزَ اللهِ مَنْ مِنْ نومِهِ قَعَدَا 
ينالُ مِن كرَمِ الرّحمنِ غايَتَهُ
        مَنْ قامَ يدعوهُ أو يرجوهُ أنْ يَرِدَا
فبابُ رحمةِ ربّي واسعٌ أبداً
      ما أُغلِقَ البابُ في وجهٍ وما وُصِدَا
انظرْ إلى الكونِ عندَ الصّبحِ مُبتسِمَاً
          واسألْ إلهَكَ و ارجُ اللهَ ما وَعَدا
وسبِّحِ اللهَ في خوفٍ وفي أملٍ 
         ما خابَ مَنْ ذكَرَ الرّحمنَ ما رُدِدَا 
اللهُ يذكُرُنا كيما يُطهِّرَنا 
            يُحبُّ عبداً لهُ في خشيةٍ وَدِدَا 
يقولُ قائلُنا ياربِّ في وَجَلٍ
            كيف السّبيلُ لِمَنْ عن ربِّهِ بَعُدَا
لكنّ رحمةَ ربّي لا تفارقُهُ
   إنْ خانَ أو هانَ أو قد ضاعَ أو فَسَدَا 
خزائنُ اللهِ ملأى مِنْ محبّتِهِ
               عطاءُ ربّيَ للمخلوقِ ما نَفِدَا 
لا تنقُمُ الأمُّ بل تحنو برحمتِها
         مِنْ رحمةِ اللهِ نالَتْ جزءَها رَفَدَا
فكيف ينقمُ رحمنٌ ورحمتُهُ 
      تغشَّتِ الكونَ مَنْ أخطا ومَنْ رشَدَا 
ياربِّ إنّ ذنوبَ الخلقِ مِنْ سَفَهٍ
     يُصيبُ مَنْ تاهَ في الظّلماءِ أو شَرَدا 
أطاعَ وسواسَهُ الخنّاسَ مُغتَرِرَاً
                 بعفوِ ربٍّ كريمٍ وحدَهُ عَبَدا
واحتالَ إبليسُ يمضي في حبائِلِه 
        في جيشِ كُفْرٍ لهُ مِنْ قَبلِه حَشَدا 
يُسَرُّ إبليسُ إنْ زادَ السّعيرُ لظىً 
        وأنتَ أعظمُ مِنْ إرضاءِ مَنْ حَقَدا 
ياربِّ رُحماكَ إنّ العبدَ مُفتَقِرٌ 
                إليكَ ربّاهُ يرجو أَوبَةً رَغَدا
فامننْ إلهي على مَنْ جاءَ مُعتَذِراً
       ما خابَ مَنْ جعلَ الإيمانَ مُعتَقَدا
واغفرْ إلهي لِمَن للنّفسِ قد جَهدا
   واجعلْ لهُ مِنْ لَدُنكَ العونَ والعَضُدَا 

    دغياث حمدي كركة
        سورية دمشق