أنتِ ؟ وكيف وصلتِ الى مدينة
أسوارها مغلقة من جميع
الجهات ؟
كيف دخلتِ اليها ؟ وياترى من
كان الدليل ؟
أعيش في وسط هذا السور
لوحدي منذ أن قررت الرحيل عن
كل شيء ،
لم اختلط بشخص ما ، ولم
أتحدث الى أحدٍ قط منذ
سنوات ،
مدينة مهجورة تاريخها يعود
الى آلاف السنوات ، لكنني
وجدت فيها الراحة والاطمئنان
الذي لم أجده في عالم
كنت أعيش فيه ،
كيف وصلتِ اليها بسهولة
ويسر ؟
عودي ياسيدتي من حيث
أتيتِ ، وكوني على
يقين بأن الذي يتحدث الآن
اليكِ رجل قد عاصر أجيالا مختلفين
في الطباع ،
عودي ياسيدتي ، لكن أود أن
أخبركِ بشيء قبل الرحيل ،
يأخذني الحنين أحياناً إلى الماضي
وماكنت عليه ، لكنني حين
أتذكر أن أقرب الناس لي لم يعد
لهم وجود أشعر بالحزن
الشديد ، ومن ثم أعود لاجلس
وحدي بين هذه الأسوار
واكتب بعض السطور التي تحمل
في طياتها الحنين الى ماض
وذكريات مر عليها
سنوات .
أبو عمار