samedi 9 août 2025

. ــ ذاكــــــــــــرة المـــــــلح ــ
.
.
من بعد تفريغ الهواء
من إنتساب البيوت إلى التراب
من بعد إخلاء الجاذبية
إزاحة السماء فوق رؤوس العباد
طرد الطيور
والموج طرده من السواحل
تطايرالسكان من الشوارع والسطوح
من النوفذ
تطايروا من الرحمات
خرج الاهالى من فتحة
فرادى ومثنى
يشد بعضهم بعضا
في ذعرهم غرقى
.... الناس أشتاتا
رأيتهم ـ فقد خرجوا إلى الشتات
إلى أطراف متاهة
جهات لاتشيرإلى إله
وكل إنسان مغـلف بالفراغ
فلامكان ينتمى إلى مائه
ولازمان فيه يعبد ربه
من أين الطريق إلى الديار 
في دوامة الصدى
على جوابه سيجيب السؤال
فاصعد إلى الريح
أضف إلى ندائك
الملح الذى يستنطق الأرض
فالملح مراّة ذاكرة وطاقة الذكرى
ذراته وحين تنضوى على سجل الصلاة
من التردد ودوائر الدعاء
مذاقه البحرى طعم الماء
فى سيولة الذكريات
كثافة العواطف التي غسلت
جفاف ارضك بالدموع والعرق
الملح في انتظارك
وفى انتظارك حق الرجوع
ينادى عليك ملح دم
دمك الذى أهريق على تراب
وقعت عليه أعين اللصوص
واحتله الغرباء
.
نص / محمد توفيق العــزونى