lundi 4 août 2025

الشاعرة فاطمة مستل

أخبروني أن الأرواح تتلاقى
لكنني ما زلت أَقِف
على قارعةِ الانتظارِ وحيدة
أُحَدِّق في المارِّين
وأُقَلِّب في كلِّ الوجوه
أُفَتِّش في النَّبَرات
وفي النَّظرات
بَحَثتُ عنِّي في أعيُنِ العالَم
فلم أجدْ سوى أرواحٍ تُشبِهُ فَنَّ الغِياب
لم أجدْ روحًا تُشابِهُ ارتِعاشةَ نَبضي
ولا ظِلًّا يُشبهُ ارتِجافَتَه
كلُّ الحكايا مألوفة
ولا فَصل يُكتَب فيه عنواني
لا أحد
سِوى انعِكاسٍ باهِتٍ في مرآتي
كلُّ الأرواح كانت تَمُرُّ بي
كما تَمُرُّ الرِّياحُ على الأبوابِ المُوصدة
تُحدِث ضَجيجًا ولا تَدخل
دائمًا أجدُني في المُنتصفِ القاتل
بين رَغبةٍ في الانتماءِ
والخَوفِ من أن أكون غريبة
أَمشي كغيمةٍ ضَلَّت سَبيلَها
لا أَرضٌ عَطشى تشتاقني
ولا سَماءُ تَفتح لي مَداها
كلما اقتربتُ من نورٍ ظنَنتُه ارتِواء
أدرَكتُ أنه سَراب
يُراوِغُ عَطشي ثم يَرحَل
وكأنَّ العالَمَ كلَّهُ مرآةٌ مَكسورة
تُعيد لي مَلامحي ولا واحدٌ منها أَنا

فاطمة مستل