سأنطلق في الجزء الثاني من
مقاربتي التحليلية الأدبية مباشرة لمواجهة النص الذي كتبته الشاعرة سميرة شرف مزيان و أقول الشاعرة لأضع الشاعرة في صف الشعراء الأول لأنها شاعرة من أعلى طراز؛ فالقصيدة التي عنونتها الشاعرة ب :عاهات الجمال ليست نصا نثريا كما شكلته الشاعرة حينما كتبته بشكل أفقي يوحي بأنه نص نثري ؛النص شعري و بامتياز هو ليس أقصوصة تروي أحداثا بل هو نص وجداني ركبته الشاعرة تركيبا لغويا شعريا يحمل في طياته أحاسيسا و مشاعرا شديدة العمق غنيا بالصور الشعرية و بانزياحات بلاغية غنية بالأبعاد المفاهيمية ولست هنا لأطرح أنماط الكتابة الشعرية فالذي يهمني هو فهم النص ؛لذلك أقترح على القارئ أن يقرأ النص بطريقة عمودية على الشكل التالي حتى يستطيع محاصرة المعنى وفهم النص الشعري
عاهات الجمال:
عندما يغزو رحاب البوح صقيع الصمت، تبدأ رحلة احتضار صور عاهات الجمال الخاطئة و يكاد ينتهي المشوار،.
فقد كان طويلا بما حببني فيه اسم أخذ من البهاء حقه... قريبا، يقف عند باب ،سيفتح على مصراعيه كي يستقبل آخر نفس،
يسكته،
يغمد في وجوده العدم....
لم يبق إلا القليل في كل شيء ، قليل،. لقلته، يكرم
سميرة شرف مزيان
(عاهات الجمال):
أنظر معي إلى هذا الإنزياح الذي يتعدى حدود التشبيه و الإستعارة ؛هل للجمال عاهات ؟!أبدا ؛الشاعرة تستعمل اللغة بطريقة شعرية تنبني على الإنزياح الشديد ؛لتطرح حالة نفسية تكابدها؛إنها دكانة شعورية ترهق الشاعرة قتسقطها على اللغة بطريقة شديدة الروعة بحيث يلتبس القبح بالجمال جمال اللغة و قبح الصورة الشعرية
(عندما يغزو رحاب البوح صقيع الصمت،)
عندما تبدأ حالة التوثر؛ تداهم الشاعرة نوبة الكتابة فتسقط تلك الحالة الشديدة على نفسها على اللغة؛ لتدهش القارئ فالبوح و هو اللغة غزى صقيع الصمت تشبيه بلاغي رائع
(تبدأ رحلة احتضار صور عاهات الجمال الخاطئة و يكاد ينتهي المشوار،. )
ورحلة تهيء للموت ؛فماذا بعد الإحتضار؟ ثم عاهات الجمال ثم يتراءى الموت
( فقد كان طويلا بما حببني اسم أخذ من البهاء حقه...)
هي رحلة طويلة يتراءى فيها الجمال حتى يسكن الشاعرة لطوله حتى يتحول إلى إسم محقق لبهائه
(قريبا
يقف عند باب ،سيفتح على
مصراعيه كي يستقبل آخر نفس، يسكته،
يغمد في وجوده العدم...
ثم يفتح باب على مصراعيه كي يستقبل شهقة الموت؛ليغمد في وجود الجمال العدم؛إنه صراع شديد الضراوة ينتهي بمشهد موت الجمال ؛غلب على المشهد مفهوم العاهة الذي اختارته الشاعرة؛؛لتحويل الجمال إلى قبح تراجيدي
يسكته
(لم يبق إلا القليل في كل شيء ، قليل،. لقلته، يكرم...)
ثم لم يبق إلا القليل ؛قليل جدا ولقلته يشح فلا سبيل للوصول إليه حتى يصبح متمنعا