نقوشٌ على الجسد
في ظلّكِ الأبدي،
لا أراكِ أنثى تُجيد أدوار القوة،
بل كينونةٌ تتماهى مع الأسطورة،
كما تتماهى الروحُ مع أصلها الأول.
تحاصرين قلبي، لا كغزوٍ،
بل كامتدادٍ طبيعيٍّ لسلطانكِ الداخلي،
تسكنينه لا بالسطوة،
بل بحقيقةٍ لا تحتاج إلى إثبات.
لم أرغب يومًا في الخلاص،
ولا سعيتُ إلى مهربٍ منكِ،
كنتُ فقط أحاول أن أُفهم الوحدةَ
كيف تكون حاضرةً حتى في الغياب.
المسافاتُ بيننا
لم تَعرف كيف تتّسع،
لأنكِ ببساطة، كنتِ وما زلتِ
الامتداد الهادئ لمعناي.
كل غربةٍ جربتُها
انكمشتْ حين لمحَتكِ الروح،
فكأنكِ الترجمة التي ينتظرها المعنى
ليُعيد صياغة العالم من جديد.
أنا لا أتكلّم عن الحبّ كضعفٍ،
ولا أنطقُ بالحنين كبكاءٍ مُنمّق،
بل أتلو حضوركِ
كما يتلو الصوفيّ اسمه،
بلا ضجيج،
بلا حاجةٍ لإثبات الحنين بالدمع.
لا تقلقي،
ما زلتِ في حنايا القلب
كحقيقةٍ لا تحتاج إلى ذاكرة،
كظلٍّ لا ينفصل عن الجسد،
كأثرٍ لا يُمحى لأنّه لم يُكتَب أصلًا،
بل وُجد معي.
أينما ولّيتُ وجهي،
كنتِ الجهات كلّها،
والسؤال الذي لا ينتظر جوابًا،
لأنّ وجودكِ كان دومًا الجواب.
لم تعودي حضورًا،
بل صرتِ نَفَسًا،
وأفقًا،
وحضورًا مُجرّدًا من الزمن.
لن أنكركِ،
ولا أبدّل ملامحكِ بمرايا الوقت،
فالحبّ الصافي لا يُشبه الفصول،
ولا يعترف بتقلبات التقويم.
وإن تساقطتْ أوراقُ أيلول،
سيبقى اسمكِ مطرًا على روحي،
ونقشًا في لُبّ فصولي،
وقصيدةً لا يتجرّأ الزمنُ على إسدال ختامها.
فلا تسأليني عن الوفاء،
الوفاءُ مقامٌ
لا يُولد من وعد،
بل من معرفة.
أن أظلَّ أعيشُ في ظلّكِ،
هو أن أُولد كل يومٍ من جديد،
دون أن أبحث عن خلاص،
وبالنهاية،
أشتاقُ إلى موتٍ يقرّبني منكِ.
سمير كهيه أوغلو