عندما خرجت من مكتبى عائدا إلى بيتى وجدتها تتحدث مع جاره لنا فى نفس شارعنا ولما فرغت من الحديث معها أسرعت للحاق بى وفتحت يدها لكى أضع يدى فى يدها وتشابكت أصابعنا ومشينا معا.
وفجأه وقفت ونظرت إلئ نظره كلها حنان وتعلقت عيناها بعينى فى إشتياق وأعجاب وقالت بصوتها الرقيق:أحبك.
ووقفت أمامها مذهولا وفى غايه الحيره والدهشه البالغه.
كنت قد ظننت أن هذه المرأه أبعد النساء عن العاطفه فقد كانت لقاءاتى بها لاتخرج عن الحديث عن طبيعه عملها فى إيجاد الحلول المناسبه لمشاكل الناس فقد كانت تروى لى البعض منها وأوضحت أنها تتألم وهى تعايش كل مشكله أو تناقشنى فى مشكله معينه لإيجاد الحل المناسب لها.
هذا هو حوارنا دائما بعيدا عن أى عاطفه لهذا كانت أباحتها لمشاعرها وقع على نفسى موقع الحيره وغايه الدهشه.
وأكثر من هذا فقد حدث أن هذه المرأه تزوجت من رجلا كان يتردد عليها لإيجاد حلا لخلافات حاده بينه وبين زوجته والرجل كان قد كان يشعر أنه كالغريق وأستطاعت هى أن تنتشله من الغرق فتعلق بها رغم أنه من النوع الذى تسيطر زوجته عليه ويكاد لايستطيع التصرف بدون الرجوع إليها وعنها فقد وجدت نفسها متزوجه منه كأنه أفتعال بالشئ دون الإحساس الحقيقى بهذا الأمر.
وما هى إلا أيام ووجدت نفسها مع رجل غير مناسب تماما فلم تشعربه زوجا لها وأنتهى الأمر إلى الأنفصال المتوقع.
فهل هى على يقين تام من صدق مشاعرها نحوى؟
وهل أوافقها على هذه المشاعر وأبادلها بنفس الحس أم أن مصيرى سوف ينتهى كما حدث مع الرجل السابق؟
ليت الأمر ينتهى إلى هذا الحد فأنا الآخر لم أعرف الأستقرار فى عاطفتى مع أى إمرأه ألتقيت بها فكلما ألتقيت بإمرأه ظننت أنها ضالتى المنشوده فأسعد بها ولكن سرعان ما تجف مشاعرى وأسعى للبعد عنها كالسراب تماما.
لا أعرف هل المشكله تكمن فى كل إمرأه عرفتها أنها كانت تبدو على غير حقيقتها أم أننى أنتظر إمرأه ذات صفات معينه فتهفو إليها روحى وكأنها النصف الآخر المكمل لى؟
فهل أسعد مع هذه المرأه التى فجأتنى بمشاعرها بشكل مباشر كأنها واثقه أننى الآخر أحبها؟
هل لقاءاتى بها كانت بمثابه أمان واطمئنان لها وأستوحت منها هذا اليقين أننى أبادها مشاعر مثل مشاعرها نحوى ولكننى كنت بعيدا عن هذا المفهوم العاطفى تماما.
لا أنكر أن لها مكانه فى نفسى لما لها من صفات طيبه جديره بكل أحترام وتقدير.
هل يقع اللوم عليها أنها لم تمهد لهذه العاطفه وتأخذ بيدى إلى رحابها وتجعلنى أسمو معها إلى هذه العاطفه فأنعم بها وكيف لايسعد الرجل بحب بإمرأه..؟
ووقفت أمامى يبدو عليها الندم لأنها أباحت بمشاعرها فأدرات ظهرها وهمت بالإنصراف فأسرعت إليها وأوقفتها ونظرت إليها نفس نظراتها الئ وقتما أباحت بمشاعرها فقلت لها: وأنا الآخر أحبك.
وتشابكت أصابعنا من جديد ومشينا معا.
مع تحياتى
عبد الفتاح حموده