ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا الندم، لا أندم على شيء.
أُؤمن بالخسارة قبل أن تأتي،
أعانق الخيبة قبل حدوثها،
أسقط الدموع قبل البكاء،
أُعدّ الخيمة قبل النزوح،
وأحذف القصيدة قبل أن يقرأها الرقيب.
أنا المسافر في شوارع الشك،
الراكض في أزقة الوهم،
أحفظ العناوين في محفظة الاحتمال،
لا أُؤمن بالوصول،
ولا حتى بالخرائط.
الحزنُ خيلي،
والحنينُ صهيله.
أنتزع التعاسة من جلد الفرح،
وأروضُ البكاء في أعماق روحي.
انا الذي خلعتُ وجهي،
ولبستُ وجهَ الغريب.
ضحكتُ بصوتِ التناهيد،
ودسستُ اسمي في جيبِ الظل،
وتحدثتُ معي بلغةِ الملامح.
مشيتُ بخطى تسخرُ مني،
وصافحتُ المرايا... فأنكرتني.
أغلقتُ النوافذ في وجه الريح،
وفتحتُ الأبواب للتيه،
وصادقتُ الوحدة كخيار وحيد.
أنا لم أعد أنا
لا أملك وجهي
الغريب يسكنني،
والظلال…يرتدي اسمي
أناديني... فيصفعني الفراغ.
أنا هجين من
الغريب ،الفراغ، والضياع.
سعيد العكيشي/ اليمن