عش هذه الدنيا
عشها بلا ماضٍ
فالحاضر أبقى
والماضي لا يجدي
لا تأمن الدهر
فالدهر ذا يخفي
في سرّهِ دوما
أضعاف ما يبدي
فحاضرنا وماضينا بهذا الكون مأساة
حجبت حقيقتها باقات النرجس والورد
تاريخنا كذِب
وجهادنا زيف
والدين قد كان
درب السلاطين
للعزّ والمجدِ
فعقولنا كانت
كانت وما زالت
محكومة دوماً
بالسجن والقيد
فلا تلمْ أحداً
في حال سطوته
فهكذا كنّا
في سابق العهد
وليس بالعجب
للغرب فعلته
فالغدرُ طبعهمُ
من سالف المهد
ولا تلم بوشاً
أو جمع زمرته
ربّاحهم هذا
من ذلك القرد
ولا تلم أحداً
عن حال أمّتنا
من يرضى بالجهل
فليرضى بالجلْدْ
من عاش في الجهل
في عصرنا هذا
طاب له العيش
والذلّ كالعبدِ
توفيق السلمان