نصٌ بقلم : د. عبد الرحيم جاموس
الحياةُ نهرٌ لا يهدأ...
ماؤهُ جريانٌ من عرقٍ ودمعٍ ودم،
كلُّ من عبرهُ لا بدَّ أن يُلقي حجراً في التيار،
أو يتركَ أثراً على الضفتين...
***
الحياةُ كفاح،
تُمسكها بيديك كالجمر،
وتحملها في صدرك كريحٍ عاتية،
تُصارع فيها الذئابَ المتربّصة،
وتقفُ في وجهِ الأسودِ المتغطرسة،
لتبقى واقفاً،
لا لأنك تملكُ القوّة دائماً،
بل لأنَّ السقوطَ خيانةٌ للمعنى،
ولأنَّ الهزيمةَ موتٌ قبلَ الموت...
***
الحياةُ مرآةُ صراعٍ قديمٍ،
بينَ فجرٍ يتفتّحُ بالندى،
وليلٍ يتكدّسُ بالظلام...
بينَ حقٍّ يلمعُ كالبرق،
وباطلٍ ينهارُ كغبارٍ في الريح...
***
فكُنْ فيها صامداً،
لا سيفك وحده ينقذك،
ولا قلمك وحده يُنير الدرب،
إنما الجمعُ بينهما،
بينَ الحديدِ والحبر،
بينَ النارِ والماء،
هو الذي يُبقيك حيّاً في المعنى،
ممتلئاً بالجدوى...
***
الحياةُ كفاحٌ لا يلين...
طالت أم قصرت،
هي خيطٌ مشدودٌ ...
بين البداية والنهاية،
بينَ صعودٍ يتعثر،
وسقوطٍ ينهضُ من رماده...
***
فاصبرْ،
وازرعْ في قلبكَ ...
جذورَ الزيتون،
واربطْ جرحكَ ...
بخيطِ الأمل،
وجاهدْ في صمتٍ،
كما تجاهدُ الزهرةُ ...
لتشقَّ الصخر،
وكما تجاهدُ النجمةُ ...
لتضيءَ في قلبِ العتمة...
الحياةُ هيَّ الكفاحُ ...!
الرياض/ الثلاثاء
2/9/2025 م