samedi 6 septembre 2025

✦ أطياف الهوى ✦

دعْني أُحدّثك الهوى في غفلةٍ  
عن لوعتي، إن خانني إلهامَا

قد كان حلمًا عابرًا في مهجتي  
حتى استبدَّ، وصار فيّ مقامَا

أواهُ! ما هذا الذي ملكَ الحشا
حتى غدا في مهجتي إحكامَا؟

سرٌّ غريبٌ لو أردتُ صدودَهُ
لعصفتْ الأقدارُ بي إلمامَا

الحُبُّ يأتينا بغيرِ إرادةٍ
ويغوصُ في الأعماقِ دونَ خُطامَا

هو زائرٌ لا يستشيرُ قلوبَنا
لكنَّهُ يَسكُنْ بها إكرامَا

قد يمنحُ الأرواحَ صَفوَ نقائها
ويُعيدُها لِطفولتٍ وأنسَامَا

ويُريكَ وجهَ الكونِ أبهى ضاحكًا
حتى إذا ما غابَ عادَ غَمَامَا

كم مُرهَفٍ ظنَّ الحبيبَ منارةً
فرآهُ يُشعلُ في الحشا إضرامَا!

ما بالُهُ يُغري العيونَ ببهجةٍ
ثمًّا يُذيقُ جراحَهُ آلامَا؟

يُهديكَ شهدًا في الكؤوسِ حلاوةً
ويَسوقُكَ أحيانًا سُمومًا حُطامَا

مثلُ السرابِ تراهُ يُسقي ظامئًا
فإذا دنا، جَفَّ السرابُ غَمَامَا

ويُريكَ صَحوًا ناصعًا في لحظةٍ
ثمًّا يُبدّلُ صَحوَهُ أوهَامَا

يا حُبُّ! كيفَ تسوسُ قلبَ مُحبِّكَ
تُبدي الجمالَ وتستحيلُ حِمَامَا؟

أَأُعاتبُ الأيامَ أم أُسقي المنى
أم أتركُ الأشواقَ تنهشُ عَامَا؟

أَأُسلِّمُ القلبَ المُعذَّبَ راغبًا
وأراكَ تسكنُهُ خِداعًا دَامَا؟

هو فتنةٌ تُذكي القلوبَ جمالَها
لكنْ تُخلِّفُ في الضلوعِ سِهَامَا

فالحبُّ — مهما قيلَ — يبقى سيِّدًا
يمنحْ حياتَك مَغزَلًا ومَقَامَا

ما الحُبُّ إلّا سيِّدٌ في مُلكِنا
يَأبى الخضوعَ ويَستحيلُ خِطامَا

هو جَنّةٌ تُهدي القلوبَ صفاءَها
وجحيمُهُ قد صيَّرَ الأجسامَا

صلاح الحسين 
صدى الصمت