عندما تختلط الأقنعة، تصبح النتيجة فوضى الألوان. لا نعرف حينها كيف نعثر على الوجه الحقيقي وسط التزييف. هناك، بين الحيرة والدهشة، نتعلم عدة دروس، منهم درس حسن الاختيار، وكذلك درس عدم الثقة. وبعدها، درس مهم يضرب معامله في 70 سنة على الأقل!.
من حقق نقطة جيدة نال الفوز بحياة سعيدة خالية من النفاق والغدر والخيانة. ومن لم يحقق نسبة نجاحه كانت نتيجته شبه ألعوبة بين أيادي غير آمنة، أيادي غير مؤهلة لأي علاقة من العلاقات.
علاقات كثيرة، شخصيات مختلفة، ألوان وأشكال، عالم كبير، هل يمكن للمرء العيش دون الحيطة والحذر؟ كيف الاستمرارية ونحن بحالة نفسية جيدة دون إسقاط الأقنعة، والتعامل مع شخصيات غير موجودة ؟ إنما يحل مكانها قناع يستعمل لإرضاء الغرور، وللشهرة أحيانًا!.
ثم بعد ذلك، يأتي الاكتشاف متأخرًا، ليحول الحياة الجميلة والسعيدة التي بنيت على الصدق والاخلاص إلى حالة نفسية مزية. ليأتي بعدها دور (الطبيب النفسي)، وهذا في حالة اقتنعنا أنه حقيقي !، دون قناع وأنه شخصية مؤهلة لعلاج حالة نفسية ساخطة على العالم. كل من حولها مزيف، لم تعد تبالي ولا تأبه لشيء، همها الوحيد التخلص من العذاب الذي يحيط بها.
هكذا يتطور الوضع ليرمي بنا في حبل المشنقة، تخلصًا من العذاب والمعانات والشدة والضيق. لتعم الأصوات في كل أنحاء العالم، مرددة: لقد كثر الانتحار! ما السبب ياترى؟ شيء غريب، كما يردد البعض : ربما أنها علامة الساعة. لقد كثر الانتحار وموت الفجأة.
حبذا لو نستبذل هذه المعتقدات في توجيه نصائح إلى ذلك المزيف ذو الألوان البهلوانية الملخبطة، أن يراجع نفسه، ويفكر في زيارة الطبيب النفسي، حتى يحافظ على سلامة من حوله ومن تربطه بهم علاقة، فتصبح النتيجة بعد مرور الوقت ( حلان ) حلان فقط !؛ لا ثالث لهما: إما حبل المشنقة، وإما التحول من صادق مخلص طاهر إلى شخص معقد منفصم الشخصية يتقن التزييف بطريقة احترافية، بسبب اكتساب مناعة قوية"
يرجع ذلك لما عاناه وتعرض له من كذب ونفاق ونصب واحتيال من طرف أناس يعيشون كما يحلو لهم وينعمون بحرية تامة، رغم أن مكانهم الحقيقي هو مستشفى الأمراض العقلية.
فلنقدم للعالم السلام ، على طبق من إصلاح الأخطاء .. وتحسين النفوس .. لينعم الجميع بالسلام .
المسعودي فتيحة