jeudi 21 août 2025

فى الليل بقلم عبير صفوت محمود سلطان

قصة قصيرة 
فى الليل 
بقلم عبير صفوت محمود سلطان 

اِنبطح أرضا هذا ما قاله المحقق لى ، عندما رأى وجهى لاول مرة ، كشف الجالسين عن هيئتى الواضحه تحت مصباح قوى الإنارة كنت ارتعش واتسال عما فعلتة فى هذا المكان الغريب ، كانت لى اول مره ، ارى هؤلاء الشخوص الغرباء عن بيئتى وعالمى ، فانا موظف فى مصلحة الاتصالات الافتراضيه وليس لى اعداء من قريب او بعيد 

 اعيش بين اسرة متوسطة الحال ، ابى الحج عفيفى وامى الحجة عديلة و اخوتى الصغار اقوم برعايتهم ، لا ادرى ، ما الذى اتى بى الى هنا ؟!

هذا المكان الغريب الذى يشبة للزمن الماضى، رجال بقمصان ضيقة و ذات رابطة عنق كبيرة وسراويل ضيقة من الخصر وارجلها متسعة الشكل

لا ادرى اين انا ، حتى ناورنى المحقق بسؤال :
هل تشرح لنا يا رأفت؟ كيف خطفت فتاة شارع السد 

بهت وجهى من هذا السؤال ، ترامى الى افكارى السوء ، هل انا مجرم واسمى رافت ؟!

عدت لنفسي بعد الظن واجبت بسرعة ملحوظة :
لا انا نبيل واعمل موظف فى مصلحة الاتصالات الافتراضية من قريب دفعة 2014

ضحك المحقق وهو يخرج علبة معدنية من احد جوانب سترة معطفة ضاحكا وهو يلفظ دخان سيجارة الذى قام بصنعة للتو يدويا قائلا :
يبدو انك تكتب الخيال العلمى 
، عن اى إتصالات تتحدث وما هذا العالم الافتراضي الذى تتحدث عنه 
ونحن عام 1860

بهت وجهى وتسالت بنفسى ، هل انا بحلم ؟! ام انا مجنون ، دارت الحوارات والاسئلة بيننا عن ملابسي الغريبة وحواراتى المستنكر منهم ، ساعات حتى اذ جاء الليل ، و سمعت ضوضاء تتسلل اليّ مستغرق قليلا فى النوم ، حتى ان استيقظت رايت هيئتها السامحة وعيونها الرقيقة البريئه، تعرب عن انقضاء الوقت الباكر تعلن :

هيا يا ولدى لقد تاخرت عن غن عملك 

استفقت بصعوبة كا لغريق الذى نجى بحياته، نظرت حولى ، نعم هذه غرفتى وهذه الحاجة عديلة ، نظرت الى التقويم المعلق بجدار الحائط ، العام 2025 , كيف هذا ؟ هل كنت احلم ، كم ان المفارقة صعبة للغايه، كم من السنوات بين 
1860 و 2025 عالم شاسع من التقدم والتغيرات والتكنولوجيا ، يا اللهى فى اى زمن انا اكون ؟

انتهى يومى على سلام ، اتى الليل سريعا ، كانة يوفى بالوعود ، وان اغمضت عيونى ، حتى رأيت الشخوص الثلاثة فى هذا الزمن العجيب واعرب احدهم :
رافت ، هل انت بخير الان ؟!

نظرت حولى وان اقول باهتمام :

لست بحال ولا أعلم اين انا ولماذا انا هنا ؟

قال المحقق بتهكم ، هل تسمح لى اقول ذلك :

انت معاقب بالسجن من أجل فتاة شارع السد الذى عذبتها بعد الخطف 

انهرت وصرخت بنبرة المظلوم :

انا برئ ، انا لست من هذا الزمن 

للاسف ضحك المحقق وتركنى فى حالي ورحل

جلست افكر ما الذى يمكن فعلة فى هذا الزمن ، حتى لا اعود الية مرة اخرى 

انما كانت الأحداث سريعة ، تحديد الجلسات ، مرافعة المحقق ، واخيرا الحكم ، بتلك السنوات الطويلة التى لن اتخلص منها ابدا 

سلمت للامر ، يبدو اننى مقيد ، الا من رؤيتى فى بيت قديم ، رايتنىي اقرأ تلك الأوراق بصوت عالى 

فقط عليك ان تخطفها ، لا تتردد فان والدك وامك معنا ، ان لم تنفذ الامر ، سوف يموتون ، فقط اتبع الاوامر باتقان واحتراف 

بعد القضاء على الفتاة المذكورة ، سوف ترى والديك مجددا 

استفقت من خيالى ، او من عالمى الآخر ، احاول ان اتذكر ، ماهذا المكان ، لمن هذه الغرفة 

سئلت امى ، هل لدينا بيوت قديمة نرثها من جدنا او جدتنا 

اشارت امى ، يااااه يا نبيل ، انك تذكرنى بالماضى وقالت :

كان بيت جدك القديم ، لكنه الآن ملك لشخص اخر ، انما تركة مهجورا بلا ناس ، لا ادرى اين ذهب مالكة ، هاجر ام رحل مع الراحلين 

ذهبت الى البيت القديم ، دخلت اروقة المرور التى اوصلتنى الى غرفة المتعددة ، رايت الغرفة نفسها التى رايتها من قبل بحلمِ المعتاد 

صوانه القديم والدرج ذاتة ، يحفظ اوراق قديمة ، ما ان قرات تلك الاوراق ، حتى فهمت 

فهمت ، لما اذهب الى هذا العالم القديم فى أحلامي ، ذهبت الى قسم الشرطة وقدمت الاوراق ، قرأها المحقق قائلا بتعجب :

هذه الاوراق الان بلا قيمة 

تساءلت بلهفة ، لماذا 

قال المحقق بلا مبالاة:

لان رافت مات بالسجن ، و اباه و امة قتلهم المجرمين 

قلت والدموع تنهمر من عيني :

اذا لماذ كان يحدث لى كل ذلك 

قال للمحقق بعد ان سردت له الامر :
 كان يريد رافت ان تثبت برائتة ، فقط كان يريد ذلك 

بعد ظهور براءة عمى رافت ، لم تأخذني الاحداث فى الليالي فى الزمن الاخر 

لم يدعو روحى الية مره اخرى 

ارتاحت روحة بعيدا عن الحيرة التى كانت تعيش بها واستقرت ، وانا اجول ببصرى ، كم ان الارواح لا تستقر ، الا اذ كان الظلم لا يترك لها مساحة لذلك

القرشي/مختار عباس

مناجاة           ////////////////////// يارب ان كان البلاء بذنبنا فبحلمك اللهم قد اغرونا  كل الانام اليك تشكوا ضعفها فأحمي فقد نكثوا بنا حام...