ابْتَدَر نَهَارِي
لِقَلْبِي طَلَل وَبُرْقَة وثهمد
وأَكْنَاف وَشَمّ ظَاهِرٌ فِي يَدِي
وقوافل شَوْقِي أَلْقَت رِدَاءَهَا
بِجَانِب الْمَلَّاح طَوْرًا وَيَهْتَدِي
قَد شَقْشَق الْمَاء رَحِيقُ جَمَالِهَا
وَتَنَاثَر عَلَى الْقَدّ لُؤْلُؤ و زبرجدي
تَخَال عَن أَلْمَى كَالشَّمْس مُنِيرَةٌ
سَقَى الْحُرّ فِيهَا رُوحِي ومعبدي
إنِّي لِأَقْضِي الْعُمْرِ فِي احْتِضَارِه
وَاقِفًا مرقال وبقلبي أَغْتَدِي
كَالسَّيْل إذَا غَدَّى أَقْبَل مضرحي
يَحْصُد رُوحِي وَقَلْبِي بدأي منضدي
كَأَنِّي الْعَبْدَ إذَا الْعِتْق صَانِعِه
نواجس السّرَى مِنْ الصَّوْت منددي
نَبْض مِنْ النُّورِ قَد لَاح بِرِيقِهَا
بِصِبْغِه مِن الْوَدْق زَاد فرقدي
رَحِيب الْوُدّ نديمي كَبَيْض النُّجُوم
مَلِكٍ مِنْ الْمُلُوكِ لَيْس مجسدي
قَرُبَت بالقربى لِلرَّبّ مُنَاشِدًا
بَنَوْء حِيَاض الْمَوْتُ عَنْهُ مطردي
فَأَنَا الْفَقِير وَأَنَا الْقَاصِد دُورِكُم
ابْتَدَر نَهَارِي وغدى اللَّيْل سَرْمَدِي
بقلمي