من أي جرح ؟
بقلمي أنور مغنية
من أي جرح أستعيدُ ملامحي ؟
مجروحٌ أنا
والذكرياتُ جارحة
أيها الحاضرُ بذاكرتي
وأنا الغائب
متى الحضور يغلفني؟
عندما أبحث عني
أعود وكأنني مسافر
وأرجعُ إليه كأنه وطني
كأنه زماني ومكاني
وكأن جرح روحي التأم
وكأنني أعرفه ويُتلى في صدري
من قبل الميلاد
عندما كنتُ أبحثُ عني
تنحبُ الروح نحيباً
ويختلفُ عليَّ الوجود
لماذا عُدتَ تسألُني ؟
بل انا أُخيِّرك
بين البقاء أو الرحيل
أنت الذي في قلبي
وأعرف إن كنت أنا في قلبك
عندما تسأل عنِّي
أريدُ أن أتمكَّنَ منك بشدَّة
وأن أغمركَ بشدَّة
أن أضمَّكَ بقوَّة
عندما أصبح شجرة
ألم أُخبركَ يوماً
أنني سأصيرُ غابة ؟
ووقتها سأضمك
أنت والعصافير وأحزاننا الدفينة
قل لي :
كيف أحبّك نيابةً عن كلِّ من مضوا؟
عن كلِّ جرحٍ تركوه ورحلوا ؟
قل لي :
كيف أُعوِّضُ ذاك الغياب بحضرتك ؟
من أين لي بريشةٍ
ألمسُ بها السماء ؟
واعيدها لك
فراشاتاً وأزهاراً ووطن ؟