mardi 31 août 2021

/// حضنُ السَّرابِ ..

                     شعر : مصطفى الحاج حسين .

أَطْعمَني السرابُ مِنْ زوَّادتِهِ 
كان يحمِلُ بيديهِ سِلالاً مِنَ الأمنياتِ 
كريماً كان معي 
لم يبخلْ على شَغَفي برائحةِ الذكرياتِ
أعطاني مفتاحَ خزائنِهِ 
فرشَ لي بيتَهُ بأُرجوانِ الأسئلةِ 
وصبَّ لي من إبريقِ توهجِهِ 
أجلسَني على كرسيِّ الفرحةِ
أهداني عباءَةَ الانتظارِ
وراحَ يحدِّثُني عمَّا سيأتي ويكونُ 
ولكي أغفو مُطمَئِنَ الرُّوحِ
أخذَ يُغنِّي لي بصوتٍ عذبِ الحنينِ 
السرابُ أقربُ إليَّ من أيِّ صديقٍ أحبُّهُ
بل أقربُ ليَ من أيِّ أخٍ فقدتُهُ 
هو مِثلُ بيتي الذي كنتُ أسكنُهُ 
مثلَ مدينتي قبلَ أنْ تهدمَ 
السرابَ يأتيكَ دونَ أيِّ جَهدٍ
وأنتَ تائهٌ يباغتُكَ 
وأنت قانِطٌ يدقُّ عليك البابَ 
يقتربُ منكَ 
مجردَ ما أنْ يرى دمعتَكَ 
فلا تكنْ فظاً معَهُ 
ولا تُثقلُهُ بالهمومِ .

                             مصطفى الحاج حسين .
                                    إسطنبول

أبواب  ببلادي مقفلةُ أبواب داري وأراها في زمن الرصاص دونما أبوابْ ببلادي تغيّرت  كلّ الأشياء حتى في مذاق الأطعمةِ وفي الشرابْ مأسور"  ف...