- نهاية كل حي .. قصة قصيرة
- بقلمي أشرف عزالدين محمود
- هناك باتجاه الغروب نحو أفق غائم ثمة كائن خفي ينظر نظرات ثاقبة..كالطعنات النافذة. احمرّت عيناه من التدقيق والنظر ..العيون شاخصة..الجوارح ترتجف..ترى لماذا الحيرة-؟تجاوز في المشي حدود الساحل نحو القرية التي تحمل نفس الاسم (الساحل) الذي كان يشمل البلدة بأكملها قبل المشروع الجديد الذي تم تشيدة على هذا النحو الأسطوري كأنه خارج للتوّ من إحدى قصص ألف ليلة وليلة.كان هناك كادحون يعملون بالصيد ليلا يدفعون قاربا ثقيلا نحو الشط الى الأعلى خوفا من أن تسحبه أمواج الليل العارمة. وكان يجاورهم من الناحية الأخرى كلب أعرج ينبح بإلحاح..هناك شيئ ما يحرك هذا النباح الصارخ المنتحب لكنه غير مرئي بالنسبة لنا... جائني نداء احدهم للمساعدة، فذهبت إلى هناك كان الموج يعانق الصخرة وبعنف و يضرب محيطها..وهناك على مرمى من أطراف البصر البعيد .. شجرة لا أعرف لها اسما تقف شامخة..صنديدة صامدة..صابرة،تلوح كالطلل من بين ،أحجار و مفاصل جبلٍ أجرد وكانت وحيدة في هذا العراء الكاسر.-------المترامي الأطراف والكائنات والعواصف والطيور ..تعاني أَرَقَ الليالي وعظائم المحن هي تعرف مثلنا ان الموت خاتمة الجميع! ونهاية كل حي ..وكم يدفعني شوق الحياة إلى اناسا رحلت عنا وأزمنة بعينها حتى إذا أدركتها الذاكرة ذرفت العين دموع الحنين إلى أخرى .
لا أحد يستطيعُ أن يفهم، ان العصر، عميق الغور ومستحيل على الجميع..ولكن كان هناك وجه آخر من أوجه البلاهة السّطحية الكبرى...هل نظرت يوما إلى نفسك بعد عناء الزمن هل نظرت إلى وجهك في المرآة. ..حتما اذا فعلت ستجد.كأن الفجرُ قد بدأ يندلق على الشيخوخة الهرمة التي تطوّقه من كل الجهات، وانت لم تنم بعد. حينئذ ستهرع إلى الصراخ، وتحدث نفسك قائلا ويحي يا إلهي.....ما هذه الكهولة التي تقضم جسدي وتنهك اوتاري وتهرئ عظامي بسُعار أكبر...وينهم شره هذه السنوات التي بدأت في تحويلي إلى من فتى غض باسق إلى كهل هرم ، لقد فلتت من بين أصابعي وعجزتُ عن متابعتها،......