دور المسنين المنسيين
بقلمي..د.عزمي رمضان شاعر واديب وسفير سلام دولي
في وحشة الاغتراب وضياع الحروف من الابجدية ، وفي خجل من الغياب حين يحضر من السفر ، وحين تلملم الكلمات نفسها وتبكي المعاني قسوة الايام ، وتنعدم الإنسانية وتتجرد من كل الاخلاق ، نرحل وكلنا خجل حتى من أنفسنا أمام هؤلاء العظماء الذين تشمخ رؤوسهم عالية بأنفة وعزة حين حضروا الى هذا المكان ، كي لا يتعرضوا الى إهانات في ما تبقى من اعمارهم. بعد ان رسمت هموم الدهر خطوط شيخوخة على وجوههم تعاتب الزمن ، هؤلاء هم من أسميناهم المسنين ودور العجزة ، نسينا انهم هم آباءنا وامهاتنا هربوا من قسوة الايام عليهم من ابناء عاقين ، ألقوا بهم في غياهب هذه الدور والمراكز حيث شيعت الإنسانية نعشها ، حيث قتلت الاخلاق بدم بارد من أبناء وبنات مانت قلوبهم وماتت ذكرياتهم وماتت اخلاقهم.
هؤلاء المسنين هم آباءنا وامهاتنا او اجدادنا أو أي قريب لنا ليس لهم ذنب الا انهم أعطوا الكثير وقدموا الكثير ولكن ما قدموه ذهب في غياهب النسيان.
لم يكن ما قدموه في حياتهم سوى لحظات عابرة لقلوب جاحدة من أبناء لا يستحقون ان يحملوا معنى هذه الكلمة .
أضاعوا الدين فضاعت الدنيا ، أضاعوا الاخلاق فضاعت الارزاق ، أضاعوا الرحم فضاعت الصحة والعافية وحبس المطر وانتشرت الامراض والاوبئة.
غيبوا كل شيء حتى اصبحت ضمائرهم في مجاهيل الماضي والضياع ، لقد تم نسيان هؤلاء الكبار هؤلاء الذين يقفون بعزة وشموخ وأنفة كي لا تكسر كرامتهم أمام هؤلاء الابناء العاقين .
إن دور المسنين او المنسيين هي حاضنة لمن ضاع في الغياب
عن ابناءه ولمن انعدمت الضمائر في رعايتهم والقيام بواجباتهم من أبناء لا يعرفوا حقوق الآباء عليهم.
في النهاية لا تنسوا المسنين المنسيين في غياهب هذه الدور
أذكروهم بزياراتكم بعطفكم بحنانكم بنشر السعادة بينهم أشعروهم أنكم ابناءهم واولادهم بدلا عن اولادهم الذين فقدوهم ......
وتقبلوا تحياتي.