شهيد الحب
كسروك حين احببت. بجنون
وسجنوك في غياهب المنون
اغتالوا احلامك الوردية غدرا
اقتادوك الى غرفة التحقيق ..
فقيدوك بأغلال و شجون
فتشو ثنايا قلبك المتعب
صادرو عشقك واعتقلوك..
أبرحوك وجعا بسياط الظنون
حين غفا جرحك النازف
واعتصر الحزن خاففك...
واسكنوك سراديب الوجع المخيف
فادمو مآقيك و شردوك في ذهول
باي ذنب سجنت ياعاشق القمر؟
و ما مدى قبح جرمك يا مجنون؟
هل الحب اضحى تهمة وتآمرا
في زمن طال فيه زمن المغيب ؟
ام الصلاة في محراب عشقك
ضرب من الخيال و الجنون ؟
في موسم الحصاد...
حين تنزف السنابل في شموخ
نقطف آهات بحجم الخطايا و الشجون
و نرتل اهازيج الرحيل الرتيبة على مضض
بلحن الصمود وعويل الخيبة والجمود
نلتقط شضايا اوتار ممزقة ...
وتأبى حناجرنا ضيم الاذعان
وذل الخطيئة و الخنوع...
حين اتممت بناء سفينتي ذات مساء
في مرساة حبنا المتعالي الموعود
و هدأت روعة الاعصار الجارف كالزبد
جفت مياه البحر الخجول في شرود
فاغرورقت عيناي الذابلتين في دموع
بطعم ملح البحر وانين بقايا النهود
وضاعت مني كل اصدافي المزركشة
وتناثرت حبات الرمل في هباء وخشوع
حين سطع شعاع حبك المتوهج
مع انبلاج فجر يموج في الحنين موجا
و ضننت ان الحزن قد اختفى وولى
و تبخرت الاهات و انطفأ الالم
ابتسمت خفية عن ضوء القمر
وخبأت طيفك بين الرمش والعيون
واعتقدت ان قيض الصيف المرير
لن يعكر صفونا مرتين هذا العام
قبل ان يجف قبر اخي المبجل
و تزهر اغصان الاقحوان الكئيبة
وتنفتح ازهار الصبار المتثاقل
ويحصي ملك الموت محاراته
الملقاة فوق شطآن الردى و المنون
لكنه عاد مرتين حاملا نعشينا
في اجلال و وقار و سكون ..
واهدى قلبي قربانا لاله الحب
في معبد حبك المقدس في هدوء
وكنت آخر شهداء مقصلة الجنون..
و فارس النصر المزيف في سكون..
بقلم / الشاعر المصطفى وشاهد