الحُب بالتنقيط.
أَنشُدُ رَأْب صُدوع الوَجد في زمنٍ
يكادُ فيه هلال الوجد ان يَفِلا.
فالحب لو كان بالتنقيط مُنتظما
لمَا اشتكى الشوق في مَخزونه الخللا.
كالرَّي يجلبُ للزُّرَّاع منفعة
يُديمُ في صُلب مزروعاتهم غَلَلا.
وكالدواء إذا قدَّمته جُرعا
يُشفي منِ احتَرم الجُرْعاتِ وامتثلا.
إن المُحِب إذا جَسَسْتَ خافقهُ
كَراهِبٍ ، وَرِعٍ ، في ديره اعتزلا.
يُخفي تجاعيدَهُ ، والشوق يفضحُها
وكيف يُخفي ذُبول الهُدْبِ مَن هَزُلاَ.
تَراهُ في نَوَبات العشقِ مُستَعرا
لا مَن يُدَثِّره ، والجُرح ما اندَمَلا.
والحب في خَفَقان القلب موقعُه
وليسَ مِثل دُمىً ، تُبْتاعُ ، او كُللاَ.
وفي تجاويفه يبني لنا غُرفا
تَقول اهلا لمَن حَلوا بها نُزُلا.
يُدنِي علينا قُطوفَ العشق في ظُلَلٍ
ويغرسُ النبضُ في أرواحنا المُثُلا.
فالحب كالماء ، للنفوس يُنعِشها
فَدَع فؤادَكَ بالأنبوبِ مُتصلاَ.
وإن تنَاسَيتَ دَورَ السقي مُنتظما
هَبَّت عليك عِجافٌ ، تُشحِبُ الحُللا.
شعر:بودر أبو بسمة. المملكة المغربية.
فاس في :30\11\2021