سامحونا
سامحونا
اذا ما يوماً ذلك الجمعُ تركونا
وتخلّوا هنا ربما في سوقهم باعونا
ربما في مشارق الارض او مغاربها
تنازلوا عنّا مرغمين او هجّرونا
لغايات اسيادهم خطّطوا لها
لنترك الدار والمزارع والنعيم
كي ينقلونا
الى هناك وفي صحاري الغياب
يرمونا
سامحونا
اذا ما تجمّعت مراكبٌ ذات يومٍ
عند شواطئنا كي ينقلونا
في المنافي هناك كي يشتتّونا
ويبيعوا ما تبقى من تراب لمن عادوُنا
سامحونا
اذا ما عُرِضنا في اسواق النخاسة
ولم نجد أحداً ممن ارادوا ان يشترونا
ولم يقبل بوجودنا احدٌ لأنهم
في اصل وجودهم وقيامهم يكرهونا
لأنهم اعلنوا الف الف مرةٍ انّهم
ملّوا منّا من حياتنا من امالنا ووجودنا
فقرروا ان يتنازلوا لغيرهم
عن شرف انتمائنا ولا يُبقونا !
سامحونا
اذا ما تبدّلت الغزلان بالقرود
وتاهت بِنَا مراكبُ الغياب خلف الحدود
واستجارَ اكثرنا بالاعداء من اليهود
وكرهنا انفسنا وعنوان الوجود !
سامحونا
اذا ما يوماً جعلوا منا نازحين ولاجئين
في اصقاع الارض حيارى وتائهين
ومن حقوق عودتنا محرومين ……!
وصار عيشُنا وحُلمنا كيسُ الطحين
وفي مخيمات الصقيع بتنا خائفين
سامحونا
اذا ما اشتقنا يوماً لفلسطين !
(د.عماد الكيلاني)
