بين يدَي غمامة
بقلمي أنور مغنية
أنا بين يَدَي غمامة
حملتني برفقٍ
أمسَكَت يديَّا
تُعطيني ظِلاً
تُعطيني شمساً
تحرِقُ جسدي ، تُعطيني مطراً
وتزدهرُ بساتيني وتُثمِر
بعد أن ضاقَت الدنيا عَليَّا
أنتِ سجني وحُريَّتي
يا من تركتُ بين يديها
كلَّ ما لديَّا
أعدتِ لي عقلي وكياني
وفتحتِ للنور نوافذي
وجعَلتني إنسيَّا
تعشقينني مطراً ، زهراً
وبيادرَ قمحٍ
يا جِنان الله قد نَزَلَت إليَّا
آمنتُ بكِ ورضيتُ بإيماني
حتى خلت نفسي
بإيماني نبيَّا
فمن أنتِ سيدتي ؟
وكيف لبحري أن يهدأ
أمامَ عواصف عينينك ؟
وكيف ينجو ويسبحُ
مَن لا يعرفُ العَومَ
ومَن كان في العشقِ صبيَّا ؟
كلُّ التاريخ كان حبِّي لكِ
ربما يغفِرُ ليَّ اللهُ
ويعفو عَمَّن كان شقيَّا
أنا ألفُ جبان
خائفٌ من يدي وخائفٌ من فمي
حرريني من خوفي ومن ألمي
خذيني إلى حضارتك
إني مللتُ العيش
في العصورِ الحجريَّة
أتركيني في سمائكِ قمراً
أصفرَ اللونِ ، ورديَّ اللونِ
كوني لي وطناً
أعيدي للضوء عينيَّا
سبحانه كيف أعطاني
وكيف أحياني
وأنا لم أكُ حيَّا
يا مَن من الغيبِ أتيتِ
ادخلي كيف تشائين حياتي
إحفظيني بين أشياءك
عطراً أو سواراً
مشطاً لشَعركِ
أو أحمراً لشفاهكِ طَرِيَّا
أدخلي في أوردتي
لوِّني دمي ، تكاثري بين الخلايا
واملئي بالهواءِ رئتيَّا
نامي على حلمي
شكِّليني بألوانِكِ
واتركيني ورقةً خضراء
أكسو غصنك النَدِيَّا
وعلميني كيف ألفظُ اسمكِ
وكيف يصيرُ هذا الأسمُ
نغَماً دائماً على شفَتَيَّا